الإنفلونزا الموسمية الدليل الطبي الشامل للوقاية لعام 2025

 ما هي الإنفلونزا الموسمية  وكيف يمكن تعريفها ؟

الإنفلونزا الموسمية عدوى تنفسية حادة تُصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وتنتج غالبًا عن فيروسات الإنفلونزا A وB. وتظهر عادةً خلال فصلي الخريف والشتاء. تتميز ببداية مفاجئة للأعراض تشمل الحمى، القشعريرة، السعال الجاف، آلام العضلات والمفاصل، الصداع، وانهاكًا عامًا قد يكون ملحوظًا. بينما قد تتشابه بعض الأعراض مع نزلات البرد، إلا أن الإنفلونزا تميل لأن تكون أكثر شدة، وقد تؤدي لدى الفئات الأكثر عرضة إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو تفاقم أمراض القلب والرئة أو نوبات الربو.
تتغير فيروسات الإنفلونزا مع مرور الوقت عبر طفرات تسمى الانجراف المستضدي، ولذلك يتم تحديث تركيبة اللقاح سنويًا لتتطابق مع السلالات المتوقعة في الموسم. هذا التغير المستمر يفسر الحاجة إلى إعادة التطعيم كل عام حتى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا سابقًا.

أعراض الإنفلونزا الشائعة في مجتمعنا

• حمّى قد تكون مرتفعة مع قشعريرة وإحساس بالبرد.
• سعال جاف قد يترافق مع ألم حلق أو بحة صوت.
• آلام في العضلات والمفاصل وصداع .
• إجهاد شديد وفقدان الشهية واضطراب النوم.
• انسداد أو سيلان الأنف أحيانًا، وقد يحدث غثيان أو قيء عند بعض الأشخاص.

مهم: ليست كل حالة حمى أو زكام هي إنفلونزا، والتشخيص النهائي يعتمد على التقييم السريري وأحيانًا الاختبارات السريعة أو تحليل PCR في الحالات الخاصة.

الفروقات  بين الإنفلونزا ونزلات البرد بشكل يوضح لك ذلك

ألاحظ الكثير من الناس  يختلط علية الأمر بين الإنفلونزا ونزلات البرد، لكنهما ليسا شيئًا واحدًا. ومن خلال  الجدول التالي  نوضح لكم الفروق الأساسية بين ذلك :
فهم الفرق يساعد على اتخاذ القرار الصحيح بشأن زيارة الطبيب والحاجة إلى راحة كافية أو علاجات داعمة، ويؤكد قيمة لقاح الإنفلونزا السنوي للوقاية من العدوى الشديدة.

العنصر	الإنفلونزا	نزلات البرد
بداية الأعراض	مفاجئة وسريعة	تدريجية وبطيئة
الحّمى	شائعة وقد تكون مرتفعة	نادرة أو خفيفة
الآم العضلات	واضحة وقد تكون شديدة	خفيفة غالباً
السعال	غالباً جاف ومزعج	خفيف إلى متوسط
الإرهاق	شديد وملحوظ	خفيف عادة ً

 

كيف تنتقل الإنفلونزا لك ؟

تنتقل الإنفلونزا أساسًا عبر الرذاذ التنفسي المتطاير عند السعال أو العطاس أو الكلام من شخص  قريب ومصاب بها . كما قد تنتقل من خلال لمس الأسطح الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم. وتزداد احتمالات الانتقال في الأماكن المغلقة المكتظة ذات التهوية الضعيفة مثل الفصول الدراسية والمكاتب ووسائل النقل العام.

العوامل  اللتي تزيد من  خطر العدوى

• الازدحام وضعف التهوية.
• عدم غسل اليدين بانتظام أو لمس الوجه المتكرر.
• التعرض المتكرر لمرضى كالعاملين الصحيين ومقدمي الرعاية الصحية للمرضى
• الإجهاد وقلة النوم وسوء التغذية.

تطبيق الوقاية من الإنفلونزا يبدأ بالوعي بطبيعة الانتقال، ثم الالتزام بالأساسيات: غسل اليدين، تهوية الأماكن، واستخدام الكمامة عند اللزوم، إلى جانب لقاح الإنفلونزا السنوي.

أهمية  لقاح الإنفلونزا

يوفر لقاح الإنفلونزا حماية مزدوجة: يقلل أولوًا من احتمال الإصابة، وثانيًا في حال حصول العدوى فإنه يقلل من حدة الأعراض ومضاعفات المرض مثل الالتهاب الرئوي والدخول للمستشفى، خاصة لدى الفئات عالية الخطورة. ويُسهم التطعيم على نطاق واسع في خفض الانتشار المجتمعي وحماية الفئات الأضعف.

الأهداف  الرئيسية  للقاح

• تقليل عدد الحالات والغياب عن العمل والمدرسة.
• خفض المضاعفات والوفيات لدى كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
• المساهمة في المناعة المجتمعية والحد من الضغط على المرافق الصحية.

ونظرًا للتغير السنوي في السلالات المنتشرة، يتم تحديث تركيبة اللقاح الرباعي بانتظام، ما يجعل التطعيم السنوي هو الاستراتيجية الأكثر فاعلية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية.

أنواع لقاحات الإنفلونزا المتاحة

توجد تقنيات متعددة لإنتاج لقاح الإنفلونزا، وجميعها تستهدف عادةً سلالات A وB المتوقعة. يوضح الجدول التالي مقارنة مبسطة بين أبرز الأنواع:

النــوع	طريقة التصنيع	المميزات	اعتبارات
لقاح معطّل معتمد على البيض (IIV)	ينمّى الفيروس في بيض الدجاج ثم يعطل	الأوسع توافراً وتاريخ أمان طويل	مناسب لمعظم الناس بما فيهم الحوامل الحساسية الشديدة للبيض تطلب إشرافاً طبيباً
لقاح معطّل معتمد على الخلايا	ينمّى الفيروس في خلايا ثديية بدلاً من البيض	يتجنب التكيف المرتبط بالبيض وقد يحسن التطابق	بديل جيد لمن يفضل خياراً غير معتمد على البيض
لقاح معاد التركيب RIV	ينتج بروتين HA بتقنيات DNA	لايستخدم الفيروس نفسة أو البيض وسريع الإنتاج	مناسب لمن لديهم حساسية شديدة من البيض بإشراف طبي
لقاح حي مضعّف  LAIV	فيروس حي موهن يعطى عبر الأنف	خيار لبعض الأطفال والبالغين الأصحاء	غير مناسب للحامل أو من لديهم أمراض نقص المناعة وبعض أصحاب الامراض المزمنة

متى يظهر مفعول اللقاح بعد التطعيم ؟

يستغرق الجسم عادةً نحو أسبوعين بعد التطعيم لبناء المناعة الواقية. لذلك يُفضل أخذ اللقاح قبل بداية الموسم، مع إمكانية أخذه في أي وقت خلال الموسم طالما متاحًا.

من الفئات الأكثر حاجة إلى لقاح الإنفلونزا؟ ومتى يُمنع؟

التوصية العامة هي تطعيم جميع الأشخاص من عمر 6 أشهر فأكثر ما لم توجد موانع محددة. الفئات ذات الأولوية تشمل:

• كبار السن (65 عامًا فأكثر).
• أصحاب الأمراض المزمنة: الربو، داء السكري، أمراض القلب، مرضى الكلى والكبد، السمنة المفرطة، نقص المناعة.
• النساء الحوامل ومن يخططن للحمل، وكذلك خلال النفاس.
• العاملون الصحيون ومقدمو الرعاية  الصحية والأشخاص المخالطون لفئات معرضة للخطر.
• الأطفال الصغار حتى سن المدرسة، والمقيمون في دور الرعاية

الموانع لعدم تلقي اللقاح

        رد فعل تحسسي شديد سابق للقاح الإنفلونزا أو أحد مكوناته.

• سجلّ من متلازمة غيلان–باريه خلال 6 أسابيع بعد لقاح سابق (يُقيّم فرديًا).
• حالة مرضية حادة مصحوبة بحمى مرتفعة: يُؤجّل التطعيم حتى يتحسن الوضع.

الجرعات والتوقيت

عادةً ما تكفي جرعة واحدة سنويًا لمن هم في عمر 9 سنوات فأكثر. أما الأطفال من 6 أشهر إلى 8 سنوات الذين يتلقون اللقاح لأول مرة فقد يحتاجون جرعتين بفاصل 4 أسابيع. يُفضّل أخذ اللقاح في الخريف قبل الذروة.

لقاح الإنفلونزا أثناء الحمل والرضاعة

يُعد لقاح الإنفلونزا المعطل (غير الحي) خيارًا آمنًا خلال جميع مراحل الحمل. التطعيم في الحمل يوفر حماية مزدوجة: للأم من المضاعفات التنفسية، وللرضيع عبر الأجسام المضادة التي تنتقل خلال الحمل ثم تتواجد في حليب الأم. وتوصى المرضعات كذلك بأخذ اللقاح دون تحفظات خاصة، لأن اللقاح لا يؤثر سلبًا على الرضاعة الطبيعية.

نقاط مهمة  للأم

• اختاري اللقاح المعطل (الحقني) وليس الرذاذ الأنفي الحي المضعّف.
• لا حاجة لتأجيل التطعيم بسبب الثلث الأول من الحمل ما لم يوصِ الطبيب بخلاف ذلك.
• في حالة الحساسية الشديدة المعروفة لأي مكوّن، يتم التطعيم في مركز مؤهل وتحت إشراف.

الآثار الجانبية المتوقعة وكيفية التعامل معها

الآثار الجانبية عادةً خفيفة ومؤقتة وتظهر خلال يوم إلى يومين بعد التطعيم:

• ألم أو احمرار في موضع الحقن.
• صداع بسيط، تعب عام، ارتفاع خفيف في الحرارة.

يمكن استخدام خافض حرارة أو مسكن شائع عند الحاجة وفق الإرشادات. وفي حال ظهور علامات تحسسية شديدة مثل صعوبة التنفس أو طفح جلدي معمّم أو تورم، يجب طلب العناية الطبية على الفور.

هل يعني ظهور الأعراض فشل اللقاح؟

لا. ظهور أعراض خفيفة بعد اللقاح أمر متوقع ولا يدل على فشل المناعة. كما أن الإصابة بالإنفلونزا بعد التطعيم ممكنة، لكن اللقاح غالبًا يجعل المرض أخف ويقلل احتمال المضاعفات الخطرة.

نصائح عامـة  يومية لتقليل العدوى

إلى جانب لقاح الإنفلونزا، فهذه ممارسات بسيطة لكن ذات أثر كبير في خفض انتقال الإنفلونزا الموسمية:

1. نظافة اليدين: اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، أو استخدم معقمًا يحتوي على 60% كحول عند الحاجة.
2. التهوية الجيدة: افتح النوافذ وجدّد الهواء خصوصًا في الأماكن المزدحمة.
3. آداب السعال والعطاس: استخدم منديلًا أو باطن المرفق، وتخلص من المناديل فورًا.
4. تجنب لمس الوجه: خاصة العينين والأنف والفم.
5. البقاء في المنزل عند المرض: حمايةً للآخرين وتسريعًا للتعافي.
6. نمط حياة داعم للمناعة: نوم كافٍ، تغذية متوازنة، نشاط بدني معتدل.
7. استخدام الكمام الطبي عند الإصابة بالإنفلونزا لعدم نقل العدوى للآخرين

تدخلات وقائية غير دوائية / تأثيرات أثناء جائحة كوفيد

           أثناء جائحة COVID-19، عند اعتماد إجراءات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامة، التوعية بغسل اليدين، تقليل التجمعات، وإغلاق المدارس، شهدت بعض الدول انخفاضًا كبيرًا في نشاط الإنفلونزا مقارنة بالمواسم السابقة. على سبيل المثال، في كوريا، قُلل ذروة الإنفلونزا ومدة الموسم، كما تراجعت حالات الدخول للمستشفى بشكل كبير.

هذا يدل على أن بعض التدابير البسيطة والتغييرات في السلوك  يمكن أن تكون فعالة لتخفيف انتشار الإنفلونزا في مواسم الذروة

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن يسبب لقاح الإنفلونزا المرض؟

اللقاحات المعطلة لا تحتوي فيروسًا حيًا قادرًا على إحداث المرض. قد تظهر أعراض خفيفة كألم موضع الحقن أو تعب بسيط، لكنها لا تعني الإصابة بالإنفلونزا.

هل أحتاج اللقاح إذا أصبت بالإنفلونزا هذا الموسم؟

نعم، لأن اللقاح يوفّر حماية من سلالات متعددة وقد يقلل خطر العدوى المتكررة أو المضاعفات. كما أن المناعة الطبيعية بعد المرض لا تدوم دومًا للموسم التالي.

هل يتعارض اللقاح مع فيتامين د أو المكملات الغذائية الأخرى ؟
لا يوجد تعارض معروف مع معظم الفيتامينات والمكملات الشائعة. اتبع إرشادات طبيبك إذا لديك حالة مرضية خاصة أو تتناول أدوية تستلزم مراقبة من قبل الطبيب المعالج لك

ماهو الوقت الأفضل لأخذ اللقاح ؟

قبل بداية الموسم في الخريف هو الأمثل، لكن يمكن أخذه طوال الموسم طالما متوفرًا. يحتاج الجسم نحو أسبوعين لبناء مناعة واقية بعد التطعيم.

هل لقاح الانفلونزا الموسمية فعال ؟

لا توجد فعالية 100% لأي لقاح، لكن لقاح الإنفلونزا يقلل بشكل واضح من شدة المرض واحتمالات الدخول للمستشفى والوفيات، ويظل أفضل وسيلة للوقاية بعد حماية الله عز وجل .

 رسالة في التوعية والمسؤولية الصحية

في ختام هذا الدليل الشامل ، يمكن القول إن الإنفلونزا الموسمية ليست مجرد وعكة صحية عابرة، بل هي تحدٍ صحي يتكرر كل عام ويحتاج إلى وعي ومسؤولية مجتمعية من الكل . ورغم أن كثيرين يستهينون بها، إلا أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن الإنفلونزا قد تتسبب في مئات الآلاف من الوفيات سنويًا ومعظم الناس لاتعلم ذلك ، خصوصًا بين كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة والحوامل والأطفال الصغار. لذلك فإن التطعيم السنوي ضدها يعدّ أحد أهم التدخلات الوقائية في الصحة العامة وأكثرها فاعلية في حماية الأرواح والحد من انتشار العدوى.
إن الاهتمام بلقاح الإنفلونزا لا يجب أن يكون خيارًا موسميًا مؤقتًا، بل جزءًا من نمط حياتك  يسعى فيه الفرد والمجتمع إلى تعزيز المناعة والوقاية المستدامة. فكل جرعة لقاح تُؤخذ، وكل عادة صحية تُمارس — من غسل اليدين إلى التهوية الجيدة — تسهم في بناء مجتمع أكثر صحة وأقل عرضة للأوبئة الموسمية عافنا الله وإياكم من ذلك
كما أن التطعيم لا يحمي الشخص فقط، بل يوفّر ما يعرف بـ "المناعة المجتمعية"، وهي الدرع الحصين بعد مشيئة الله تعالى  الذي يحدّ من انتقال العدوى إلى الفئات الأكثر هشاشة. لذا فإن مسؤوليتنا لا تقف عند حماية أنفسنا، بل تمتد إلى حماية من نحب — كبار السن، الأطفال، الحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة.

وختامًا، تذكّر أن الوقاية ليست رفاهية، بل استثمار في صحتك وصحة مجتمعك. احرص على أخذ لقاح الإنفلونزا في موعده كل عام، وكن شريكًا في نشر الوعي الصحي ومكافحة الشائعات حول التطعيمات فحكومتنا الرشدية أيدها الله تسعى جاهدة إلى كل مايهم ويصّب في صالح  المواطن والحرص على صحته فقد وفرت كل اللقاحات مجانية لجميع المواطنين والمقيمين على ارضها واتى ذلك بعد اختبارات عدة لهذا اللقاح   . فبالعلم والوعي والتعاون والتكاتف ، يمكننا أن نحيا كل موسم شتاء بأمان وصحة وعافية بإذن الله تعالى ..