كيف تتحقق من مصداقية المعلومات الصحية على الإنترنت: دليل خطوة بخطوة

Omar Adel
مساحة عمل تحتوي على جهاز كمبيوتر وعدسة مكبرة ودفتر ملاحظات وجهاز لوحي، ترمز إلى التحقق من المعلومات الصحية عبر الإنترنت.

هل سبق أن تساءلت عن مصداقية المعلومات الصحية التي تقرأها على الإنترنت؟

في الواقع، تشير الدراسات إلى أن أكثر من 60% من المعلومات الصحية المنتشرة عبر الإنترنت تفتقر إلى الدقة أو تكون مضللة جزئياً. ومع ذلك، يعتمد ملايين الأشخاص يومياً على محركات البحث للحصول على إجابات لأسئلتهم الصحية قبل استشارة الطبيب.

يمكن أن يكون التمييز بين المعلومات الصحية الموثوقة والمضللة تحدياً حقيقياً. لذلك، يهدف هذا الدليل العملي إلى تزويدك بأدوات فعالة للتحقق من المصادر الصحية عبر الإنترنت. بدءاً من تقييم الموقع الإلكتروني وصولاً إلى تحليل طريقة عرض المعلومات، سنستعرض خطوات عملية تساعدك على اتخاذ قرارات صحية مستنيرة بناءً على معلومات موثوقة.

بالإضافة إلى ذلك، سنوضح العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها والتي قد تشير إلى معلومات غير دقيقة. دعنا نبدأ رحلتنا نحو تصفح أكثر أماناً للمعلومات الصحية عبر الإنترنت.

ابدأ بتقييم مصدر المعلومات

تُعد الخطوة الأولى في رحلة التحقق من صحة المعلومات الطبية هي فحص مصدر المعلومة نفسه. فعند تصفحك لأي محتوى صحي، يجب أن تتوقف لحظة قبل قبول المعلومات كحقائق وتسأل نفسك: من أين جاءت هذه المعلومة؟ ومن الذي نشرها؟

هل الموقع تابع لجهة صحية رسمية؟

تحظى المواقع التابعة للهيئات الرسمية والمؤسسات الصحية المعتمدة بمصداقية أعلى من المواقع الأخرى. فعند البحث عن معلومات صحية، من الأفضل الاعتماد على مصادر موثوقة مثل:

  • منظمة الصحة العالمية (WHO)

  • المواقع الحكومية مثل وزارات الصحة

  • المستشفيات والجامعات المعروفة

  • المنظمات الصحية المتخصصة والمعتمدة

تشير الدراسات إلى أن معظم الأشخاص يبدؤون بحثهم عن المعلومات الصحية عبر محركات البحث العامة مثل Google، حيث أن ما بين 82% و87% من الباحثين عن المعلومات الصحية يستخدمون محركات البحث للقيام بذلك. ومع ذلك، فإن محركات البحث هذه تُرتب النتائج وفقًا لشعبيتها وليس بناءً على جودتها أو موثوقيتها، مما يعني أن النتائج الأولى قد لا تكون المصادر الأفضل للمعلومات الصحية.

تحقق من عنوان الموقع (URL)

يمكن أن يوفر عنوان الموقع الإلكتروني معلومات قيمة عن مصداقية المصدر. لذا، انتبه للملاحظات التالية:

أولاً، تحقق من امتداد الموقع. فالمواقع التي تنتهي بـ .edu (تعليمية)، .gov (حكومية)، .org (مؤسسات غير ربحية) غالبًا ما تكون أكثر موثوقية من المواقع التجارية أو الشخصية.

ثانياً، في المملكة العربية السعودية، جميع روابط المواقع الرسمية التابعة للجهات الصحية الحكومية تنتهي بـ med.sa.

إضافة إلى ذلك، تأكد من استخدام الموقع لبروتوكول HTTPS للتشفير والأمان، وهو ما يظهر في شريط العنوان عند تحميل الموقع. إذا كان الموقع يستخدم اتصالًا آمنًا، فستظهر علامة https باللون الأخضر، أما إذا لم يكن الاتصال آمنًا، فستظهر باللون الأحمر مع إشارة تحذير.

احذر من المواقع التي تحاول تقليد المواقع الرسمية باستخدام روابط متشابهة مع اختلافات بسيطة في التهجئة. على سبيل المثال، قد يستخدم المحتالون Yah00.com بدلًا من Yahoo.com أو Amaz0n.com لانتحال هوية موقع Amazon الرسمي.

افحص وجود ختم اعتماد مثل HONcode

من العلامات المهمة لمصداقية المواقع الصحية وجود أختام اعتماد معترف بها. ومن بين هذه الأختام:

شهادة HONcode: هي شهادة تمنحها مؤسسة Health on the Net Foundation غير الحكومية للمواقع الصحية التي تلتزم بمدونة سلوك أخلاقية محددة. تعتبر هذه المؤسسة "أقدم وأكثر الرموز الأخلاقية الموثوقة استخدامًا للمعلومات الطبية والصحية على الإنترنت".

يتكون HONcode من 8 مبادئ إجرائية يجب أن يتبعها موقع صحي للحصول على الشهادة، وهي: السلطة، التكاملية، الخصوصية، الإسناد، التبرير، تفاصيل الاتصال، الإفصاح المالي، وسياسة الإعلان. الهدف من هذه العملية هو إنشاء مجموعة من المعلومات الصحية عالية الجودة المتاحة للجمهور العام.

بشكل عام، تساعد هذه الشهادات المستخدم على الحكم ما إذا كان يمكنه الوثوق بالمعلومات الموجودة على الإنترنت. ومع ذلك، نظرًا لأن الحصول على شهادة HONcode يتطلب من مدير الموقع الإلكتروني تقديم طلب طوعي لمراجعة HON، فإن نطاق شهادة HONcode الحالية يظل محدودًا.

هناك أيضًا اعتماد المواقع الإلكترونية الطبية (WMA)، وهو مشروع مستقل غير ربحي تابع لنقابة الأطباء الإسبانية، يسعى لإثبات مصداقية المواقع الطبية وتحسين نوعية المعلومات الصحية على شبكة الإنترنت من خلال خدماته الاستشارية.

تحقق من هوية المؤلف وخبرته

بعد التحقق من مصداقية الموقع، تأتي الخطوة المهمة التالية وهي فحص هوية من كتب المحتوى الصحي. فالمعلومات الطبية الموثوقة غالباً ما يقف وراءها مختصون في المجال الصحي يتمتعون بالمعرفة والخبرة اللازمة.

هل المؤلف طبيب أو مختص صحي؟

تُعد هوية مؤلف المحتوى الصحي من أهم عوامل ضمان موثوقيته. فالمعلومات الصحية الدقيقة والموثوقة عادة ما يكتبها أطباء متخصصون أو خبراء في المجال الصحي.

عند تصفح موقع طبي، ابحث عن قسم "من نحن" أو "فريقنا" للتحقق من خلفيات الكتّاب. المواقع الصحية ذات المصداقية العالية توظف كادراً طبياً متخصصاً لكتابة المحتوى أو مراجعته. على سبيل المثال، تُكتب المقالات في بعض المواقع الصحية الموثوقة بواسطة أطباء أو صيادلة معتمدين حاصلين على رخص مزاولة مهنة رسمية من نقابات الأطباء أو الصيادلة.

من المهم أيضاً التحقق من كون فريق الكتابة والتدقيق مكون من أصحاب الخلفية الطبية المعتمدة (أطباء أو صيادلة)، مما يضمن أن كل معلومة تُكتب تنبع من معرفة طبية أساسية متينة.

هل تم ذكر المؤهلات العلمية؟

المواقع الصحية الموثوقة تُبرز المؤهلات العلمية والخبرة العملية لكتّابها بوضوح. عند قراءة مقال صحي، ابحث عن المعلومات التالية:

  • الشهادات العلمية للمؤلف وتخصصه الدقيق

  • الخبرة العملية في المجال الطبي

  • المناصب الأكاديمية أو السريرية

  • العضوية في الجمعيات الطبية المعتمدة

  • المنشورات العلمية إن وجدت

إن ذكر هذه المعلومات يعزز مصداقية المحتوى ويعطي القارئ ثقة أكبر في المعلومات المقدمة. حيث يتألف فريق المواقع الصحية ذات المصداقية العالية من نخبة من مقدمي الرعاية الصحية، من أخصائيين وجراحين وأطباء عامين، يتمتع كلٌ منهم بسنوات من الخبرة والتخصص في مجاله.

هناك علاقة وثيقة بين الخبرة العلمية للكاتب وجودة المحتوى الصحي. فكلما كان المؤلف متمكناً في تخصصه، زادت احتمالية أن تكون المعلومات المقدمة دقيقة وحديثة ومبنية على أسس علمية. وتكمن أهمية ذلك في أن القارئ العادي قد يتخذ قرارات صحية بناءً على هذه المعلومات.

هل هناك وسيلة للتواصل مع المؤلف؟

من مؤشرات المصداقية المهمة وجود وسيلة للتواصل مع مؤلف المحتوى أو الجهة الناشرة له. المواقع الصحية الموثوقة توفر عادة:

  • بريد إلكتروني للتواصل مع الكاتب أو هيئة التحرير

  • نموذج اتصال مباشر على الموقع

  • حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية للمؤلف أو المؤسسة

إمكانية التواصل تشير إلى استعداد المؤلف للدفاع عن المعلومات التي قدمها والرد على استفسارات القراء، مما يعزز الثقة في المحتوى. وبحسب معايير الموثوقية العالمية للمحتوى الطبي، فإن وضع بيانات التواصل والاعتماد المهني داخل الموقع يُعد من عوامل بناء الثقة Trustworthiness لدى المستخدم.

بعد التحقق من هوية المؤلف ومؤهلاته وإمكانية التواصل معه، تصبح لديك فكرة أوضح عن مدى موثوقية المعلومات المقدمة. تذكر أن المحتوى الصحي الجيد يجمع بين الخبرة العلمية (Expertise) والموثوقية (Authoritativeness) والثقة (Trustworthiness).

ابحث عن الأدلة والمصادر العلمية

بالإضافة إلى تقييم المصدر والتحقق من مؤهلات الكاتب، تُعتبر المراجع العلمية والأدلة البحثية العمود الفقري الذي يدعم مصداقية المحتوى الصحي. فالمعلومات الصحية الموثوقة يجب أن تستند إلى بحوث علمية رصينة ودراسات منهجية، وليس مجرد آراء شخصية أو تجارب فردية.

هل تم ذكر مراجع أو دراسات؟

عند قراءة محتوى صحي، من الضروري التحقق من وجود إشارات واضحة إلى مصادر المعلومات المقدمة. تتميز المحتويات الصحية عالية الجودة بعدة خصائص منها:

  • وجود قائمة بالمراجع في نهاية المقال أو ضمن النص

  • الإشارة إلى دراسات طبية محددة بأسماء باحثين وتواريخ نشر

  • ذكر أسماء المجلات العلمية التي نُشرت فيها الأبحاث المذكورة

  • الاستشهاد بتوصيات المنظمات الصحية المعتمدة

يقدم "دليل مصادر المعلومات الصحية والطبية البيولوجية على الإنترنت" الذي أنشأته مكتبة العلوم الصحية الافتراضية في إقليم شرق المتوسط فهرساً شاملاً من مصادر المعلومات الصحية الموثوقة المتوفرة على شبكة الإنترنت، مما يساعد المتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين وأمناء المكتبات على الوصول إلى معلومات دقيقة.

تجدر الإشارة إلى أنه يجب الحذر من المقالات التي تقدم معلومات صحية دون أي إشارة إلى مصادرها. وبينما تعتبر المصادر والمراجع من أهم أساسيات البحث العلمي، فإن المواقع الصحية ذات المصداقية تحرص على ذكر مصادرها لتجنب "السرقة والانتحال" ولإضفاء قيمة أعلى على المحتوى.

هل المعلومات مدعومة بأبحاث منشورة؟

مجرد ذكر المراجع ليس كافياً، بل يجب التأكد من أن هذه المراجع ذات جودة علمية عالية. المعلومات الصحية الموثوقة تستند عادةً إلى:

الدراسات المنشورة في مجلات علمية محكمة: المجلات العلمية الصحية تعتمد على عملية تحكيم علمي صارمة لضمان أن الأبحاث المنشورة تسهم بشكل فعّال في تطوير المعرفة الطبية. مثال على المجلات العلمية المرموقة: The Lancet وNew England Journal of Medicine.

الأبحاث التي خضعت لمراجعة الأقران: تضمن هذه العملية مراجعة البحث من قبل خبراء مستقلين للتأكد من أنه يفي بالمعايير العلمية المطلوبة.

إرشادات وتوصيات الهيئات الصحية المعترف بها: مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC).

في الواقع، تؤكد المستشفيات المرموقة على أن المعلومات الصحية الموثوقة يجب أن تكون مبنية على البحث العلمي والدراسات السريرية والإرشادات الطبية، وأن المعلومات الدقيقة تُمكّن المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم، بناءً على أحدث الأدلة الطبية.

علاوة على ذلك، من المهم التحقق من حداثة الأبحاث المذكورة. فالدراسات الطبية القديمة قد لا تعكس أحدث التوصيات الطبية، خاصة في ظل التطور المستمر للعلوم الطبية. فمثلاً، أشارت دراسة أجريت بين عامي 2007-2016م إلى أن نتاج العالم العربي من الأوراق البحثية في المجال الطبي كان 189 ورقة بحثية لكل مليون شخص، وهو ما يشكل حوالي ربع المتوسط العالمي (695 ورقة لكل مليون) لأفضل 25 دولة في العالم من حيث النشر في المجال الطبي.

ينبغي التنويه إلى أن وزارة الصحة السعودية أكدت على أهمية أخذ المعلومات الصحية من مصادرها الرسمية الموثوقة، وتجنب الشائعات والمعلومات المغلوطة. كما شددت على ضرورة الالتزام بنشر المعلومات الموثوقة علمياً، والتي تستند على أسس ومعايير طبية دقيقة.

بناءً على ما سبق، فإن تقييم جودة المصادر العلمية المذكورة في المحتوى الصحي يعد خطوة أساسية في التحقق من مصداقيته. فكلما كانت هذه المصادر أكثر دقة وحداثة وأصالة، زادت موثوقية المعلومات المقدمة.

افحص تاريخ النشر وتحديث المحتوى

تتغير المعرفة الطبية بشكل مستمر مع ظهور أبحاث جديدة واكتشافات علمية متطورة، مما يجعل فحص تاريخ نشر المحتوى الصحي أمراً بالغ الأهمية. فالمعلومات الصحية التي كانت صحيحة قبل عامين أو ثلاثة قد تصبح متجاوزة أو حتى خاطئة اليوم.

هل تم ذكر تاريخ آخر تحديث؟

يعد وجود تاريخ واضح للنشر أو التحديث من المؤشرات المهمة على مصداقية المحتوى الصحي. المواقع الصحية الموثوقة تحرص على عرض تاريخ نشر المقال وتاريخ آخر تحديث له بوضوح، عادة في بداية المقال أو نهايته.

عند تصفحك للمحتوى الصحي، ابحث عن عبارات مثل "آخر تعديل" أو "تم التحديث في" متبوعة بتاريخ واضح. على سبيل المثال، تقوم المواقع الرسمية بتوثيق التحديثات بدقة مثل "آخر تعديل: 13 جمادى الثانية 1439 هـ 10:51 ص".

في الواقع، يعكس المحتوى المتجدد في المواقع الطبية مدى احترافيتها ومواكبتها للمستجدات في المجال الصحي، الأمر الذي يسهم بشكل مباشر في تعزيز ثقة محركات البحث بها وثقة المستخدمين أيضاً. تستند خوارزميات التصنيف في محركات البحث إلى عوامل عدة، من أبرزها وتيرة تحديث المحتوى وجودته ومدى ملاءمته لاحتياجات الزوار.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نشر مقالات طبية محدثة باستمرار إلى إرسال إشارات إيجابية لمحركات البحث تدل على أن الموقع يتفاعل مع ما يطرأ من تطورات في المجال الطبي، مما يزيد من احتمالية ظهور الصفحات في النتائج الأولى خاصة عند البحث باستخدام مصطلحات حديثة.

تجنب المواقع التي لا تذكر تاريخ نشر المحتوى أو تاريخ تحديثه، فهذا قد يشير إلى معلومات قديمة أو غير محدثة. كذلك، احذر من المواقع التي تقدم معلومات قديمة على أنها جديدة دون الإشارة إلى تاريخ المصادر الأصلية.

هل المعلومات حديثة وتعكس آخر التوصيات؟

بعد التأكد من وجود تاريخ للنشر أو التحديث، يجب التحقق مما إذا كانت المعلومات المقدمة تعكس أحدث التوصيات والمعارف الطبية.

تتطور المعلومات الصحية باستمرار، وتتغير الأبحاث الطبية والعلاجات والإرشادات الطبية مع مرور الوقت، وقد تكون المعلومات القديمة ضارة أو مضللة. لذلك، تحرص المواقع الصحية الموثوقة على مراجعة محتواها وتحديثه بانتظام ليعكس أحدث المعلومات المتاحة.

علاوة على ذلك، توصي الجهات الصحية المعتبرة بضرورة تحديث المعلومات الطبية وإجراء الأبحاث العلمية بشكل مستمر للارتقاء بالواقع الصحي. كما تدعو للاستنارة بكل جديد في العالم مع مراعاة الوضع الاقتصادي المحلي، وتكرار الأنشطة العلمية المتميزة.

يمكن تقييم حداثة المحتوى الصحي من خلال:

فحص المراجع المذكورة: تتطلب سياسات المصادر الموثوقة تقديم إجماع طبي أو علمي سائد، والذي يمكن العثور عليه في مقالات مراجعة حديثة وموثوقة. في العديد من المواضيع، فإن المراجعة التي أجريت منذ أكثر من خمس سنوات تكون قد حل محلها مصادر أكثر حداثة.

التحقق من التوافق مع التوصيات الحالية: يجب أن تتوافق المعلومات المقدمة مع أحدث الإرشادات الصادرة عن المنظمات الصحية المعتمدة مثل منظمة الصحة العالمية أو وزارات الصحة.

البحث عن إشارات التحديث: بعض المواقع تضع ملاحظات توضح التغييرات التي طرأت على المحتوى مع مرور الوقت، مثل "تم تحديث هذا المحتوى بناءً على أحدث التوصيات الصادرة في عام 2025".

ومن الجدير بالذكر أن المراجعات الأخيرة تفضل على المصادر الأولية القديمة حول نفس الموضوع. إذا لم تذكر المراجعات الأخيرة مصدراً أساسياً أقدم، فإن المصدر الأقدم يصبح مشكوكاً في مصداقيته.

تذكر دائماً أن الحصول على معلومات صحية حديثة يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل بشأن صحتك، ويقلل من مخاطر الاعتماد على معلومات متقادمة قد تكون غير مناسبة في ضوء الاكتشافات والتوصيات الطبية الجديدة.

انتبه للغة المستخدمة والادعاءات

من العوامل الأساسية في تقييم مصداقية المحتوى الصحي تحليل اللغة المستخدمة وطبيعة الادعاءات المقدمة. فالطريقة التي تُقدم بها المعلومة قد تكشف الكثير عن نية المصدر ودقته العلمية.

هل اللغة مبسطة أم معقدة؟

المواقع الصحية ذات المصداقية تسعى لجعل المعلومات الطبية في متناول الجميع، حيث تستخدم لغة بسيطة ومفهومة تناسب مختلف مستويات التعليم. تتميز هذه المواقع بكتابة النص بطريقة تسهل فهمه من أول مرة، وغالباً ما تستهدف مستوى قراءة الصفوف المتوسطة (السادس إلى الثامن).

من علامات المصداقية أيضاً استخدام أسلوب كتابة حواري يجمع بين الدقة العلمية والبساطة. كما أن المحتوى الجيد يشرح المصطلحات الطبية المعقدة بطريقة مبسطة يفهمها القارئ العادي دون المساس بالدقة العلمية.

ومن جهة أخرى، احذر من المواقع التي تستخدم مصطلحات علمية معقدة بشكل مبالغ فيه دون شرح أو توضيح، فقد تكون وسيلة لإقناع غير الخبراء بمعلومات مغلوطة.

هل هناك وعود مبالغ فيها أو علاجات سحرية؟

كثيراً ما تستغل المعلومات الصحية المضللة عامل الخوف أو الاستعجال لدفع القارئ نحو التصرف بسرعة. انتبه للعبارات التحذيرية مثل:

  • "تحرّك الآن" أو "قد تكون في خطر" أو "فرصتك الأخيرة لإصلاح صحتك"

  • "راحة فورية" أو "علاج سري" أو "بدون آثار جانبية"

  • "علاج خارق" أو "نتائج سريعة" دون أي دليل علمي

تذكر دائماً القاعدة الذهبية: إذا بدا الأمر جيداً جداً لدرجة يصعب تصديقها، فهو على الأرجح كذلك. المواقع الصحية ذات المصداقية تقدم معلومات واقعية وعملية، ولا تقدم وعوداً مبالغ فيها.

هل يتم تشجيعك على استشارة طبيب؟

من علامات المصداقية أن يشجعك المحتوى الصحي على استشارة الطبيب بدلاً من الاعتماد كلياً على المعلومات المقدمة. المصادر الموثوقة تدرك حدود المعلومات المنشورة على الإنترنت وتؤكد أهمية الرعاية الطبية الشخصية.

تأكد من أن المصدر ينصحك باستشارة أخصائي رعاية صحية إذا كانت لديك أسئلة أو استفسارات بشأن المعلومات الصحية التي تجدها. الأطباء وأخصائيو التغذية وغيرهم من خبراء الصحة يستطيعون تقديم إرشادات دقيقة بناءً على احتياجاتك الصحية الفردية.

ختاماً، تشخيص الداء ووصف الدواء لا يتم عبر الإنترنت، بل هناك تحاليل وفحوصات مخبرية يجب إجراؤها قبل وصف أي علاج. إن التداخلات الدوائية والآثار الجانبية المحتملة تجعل الاستشارة الطبية أمراً ضرورياً ولا غنى عنه.

الخاتمة

في نهاية رحلتنا لتعلم كيفية التحقق من مصداقية المعلومات الصحية على الإنترنت، أصبح بإمكاننا الآن التمييز بوضوح بين المصادر الموثوقة والمضللة. لقد استعرضنا خطوات عملية تساعدنا في تقييم المواقع الإلكترونية والتحقق من هوية الكاتب ومؤهلاته، بالإضافة إلى فحص الأدلة العلمية المقدمة وتاريخ نشر المحتوى.

بناءً على ما سبق، يتضح أن عملية التحقق من المعلومات الصحية ليست معقدة، لكنها تتطلب بعض اليقظة والتفكير النقدي. عند تصفحك للمعلومات الصحية، تذكر دائماً أن تسأل: من كتب هذه المعلومة؟ وما هي مصادرها العلمية؟ ومتى تم تحديثها آخر مرة؟

علاوة على ذلك، احذر من الادعاءات المبالغ فيها والعلاجات "السحرية" التي تعد بنتائج فورية دون آثار جانبية. المعلومات الصحية الموثوقة تتسم بالواقعية وتشجعك على استشارة الطبيب بدلاً من الاعتماد كلياً على ما تقرأه عبر الإنترنت.

بالتأكيد، يمكن أن يكون الإنترنت مصدراً قيماً للمعلومات الصحية إذا استخدمناه بشكل صحيح. لكن لا شيء يعوض استشارة الطبيب المختص الذي يمكنه تقديم رعاية مخصصة لحالتك الفردية.

اختاماً، مهارات التحقق من المعلومات الصحية التي تعلمناها اليوم لا تساعدنا فقط في حماية صحتنا، بل تمكننا أيضاً من نشر الوعي الصحي الصحيح بين العائلة والأصدقاء. فكلما زاد عدد الأشخاص القادرين على تمييز المعلومات الصحية الموثوقة، أصبح مجتمعنا أكثر وعياً وصحة.

إرسال تعليق

يسعدنا ســماع رأيك ! شاركنا أفكارك وتعليقاتك حول الموضوع ، نحـــن هنا لنتبادل المعرفة معك .