كيف تطبق حمية داش بنجاح: دليل خبراء التغذية للتحكم بضغط الدم

Omar Adel
خضروات طازجة وشرائح سلمون وإبريق ماء بالخيار موضوعة على سطح مطبخ، مخصصة لدليل حمية داش (DASH).

هل تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو تخشى الإصابة به مستقبلاً؟ حمية داش قد تكون الحل الذي تبحث عنه.

ارتفاع ضغط الدم يصيب أكثر من 30% من البالغين في العالم العربي، ويعتبر من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ومع ذلك، فإن تغيير نمط الحياة الغذائي يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في التحكم بضغط الدم دون الاعتماد الكلي على الأدوية.

في الواقع، أثبتت الدراسات أن حمية داش تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بمعدل يصل إلى 11 نقطة خلال أسابيع قليلة فقط. هذه النتائج المذهلة جعلت جمعيات القلب العالمية تضعها على رأس قائمة الأنظمة الغذائية الموصى بها لمرضى ضغط الدم.

على عكس الحميات الصارمة، تتميز حمية داش بأنها متوازنة وسهلة التطبيق على المدى الطويل. فهي لا تعتمد على منع أطعمة معينة بشكل قاطع، بل على إعادة توزيع المجموعات الغذائية بطريقة علمية مدروسة.

في هذا الدليل الشامل، سنستعرض معاً كيفية تطبيق حمية داش بنجاح، بدءاً من فهم أساسياتها وصولاً إلى تخطيط وجباتك اليومية بطريقة عملية وفعالة.

ما هي حمية داش ولماذا ينصح بها؟

تعتبر حمية داش إحدى أشهر الأنظمة الغذائية المعتمدة عالمياً للتحكم في ضغط الدم. هذه الحمية التي نالت ثقة الخبراء والأطباء تقدم نهجاً متكاملاً للوقاية والعلاج، فما هي تفاصيلها وكيف تعمل؟

تعريف حمية داش

كلمة "داش" (DASH) هي اختصار للعبارة الإنجليزية "الطرق الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم" (Dietary Approaches to Stop Hypertension). هذا النظام الغذائي ليس مجرد حمية مؤقتة، بل نهج غذائي متكامل يوصى به في الدليل الوطني للولايات المتحدة الأمريكية.

تعتمد حمية داش على تناول أطعمة محددة بنسب معينة مع تقليل عناصر أخرى. وتتميز بتركيزها على:

  • الفواكه والخضروات الطازجة

  • الحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات

  • منتجات الألبان قليلة الدسم

  • البروتينات الخالية من الدهون

  • تقليل الأطعمة الغنية بالصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة

بشكل عام، صنفت مجلة U.S. News and World Report عام 2025 حمية داش كأفضل نظام غذائي صحي للقلب وارتفاع ضغط الدم.

أهدافها في خفض ضغط الدم

تهدف حمية داش أساساً إلى خفض ضغط الدم المرتفع وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ولها القدرة على خفض ضغط الدم بنوعيه الانقباضي والانبساطي، مع تأثير أكبر في مرضى فرط الضغط منه في الأشخاص ذوي الضغط الطبيعي.

وفقاً للدراسات، يمكن أن يؤدي الالتزام بهذا النظام إلى خفض الضغط الانقباضي بمعدل 11 ملم زئبقي والانبساطي بنحو 6 ملم زئبقي لدى مرضى الضغط، وذلك خلال أسابيع قليلة من بداية التطبيق.

علاوة على ذلك، توصي جمعية القلب الأمريكية باتباع نظام داش الغذائي لأنه لا يساعد فقط في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، بل يمكن أيضاً أن يخفض مستويات الكوليسترول والكولسترول السيئ (LDL-C)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية.

من الجدير بالذكر أن الجمع بين حمية داش وتقليل تناول الصوديوم يؤدي إلى نتائج أفضل في خفض ضغط الدم. ويزداد تأثيرها الخافض للضغط عند إضافة منتجات الألبان قليلة الدسم إليها، كما أن ممارسة التمارين الرياضية بهدف إنقاص الوزن تعزز هذا التأثير بشكل كبير.

الفروقات بينها وبين الأنظمة الأخرى

تختلف حمية داش عن الأنظمة الغذائية الأخرى بعدة مميزات أساسية:

أولاً، تحتل حمية داش المرتبة الثانية كأفضل نظام غذائي في العالم لعام 2020، حيث تأتي بعد حمية البحر المتوسط مباشرة. على عكس بعض الأنظمة الأخرى، تتميز حمية داش بأنها متوازنة ومرنة، وتشكل أساساً صحياً للقلب يمكن اتباعه مدى الحياة.

ثانياً، على خلاف نظام الكيتو الذي يعتمد على نسبة عالية من الدهون ومنخفضة جداً من الكربوهيدرات (عادة أقل من 50 جراماً يومياً)، لا تستبعد حمية داش أي مجموعة غذائية. بدلاً من ذلك، تركز على التوازن الغذائي الشامل وزيادة العناصر المفيدة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم من مصادر طبيعية.

أخيراً، تتميز حمية داش بأنها نظام غذائي شامل لا يستهدف فقط خفض ضغط الدم، بل يساعد أيضاً في الوقاية من مشاكل صحية أخرى مثل بعض أنواع السرطان، والتحكم في الوزن، وتحسين مستويات السكر في الدم، ودعم صحة الكلى.

المكونات الأساسية لحمية داش

تعتمد قوة حمية داش على التوازن الدقيق بين مجموعات غذائية محددة، والتي تعمل معاً لخفض ضغط الدم بفعالية. لنتعرف على هذه المكونات الأساسية التي تشكل العمود الفقري لهذا النظام الغذائي المميز.

الفواكه والخضروات

تشكل الفواكه والخضروات حجر الزاوية في حمية داش، حيث ينبغي أن تمثل جزءاً كبيراً من نظامك الغذائي اليومي. هذه المجموعة غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، والتي تلعب دوراً مهماً في خفض ضغط الدم.

من أفضل الخيارات التي يمكنك تضمينها في نظامك:

  • الخضروات الورقية: مثل السبانخ والكرنب

  • الخضروات الملونة: البروكلي والجزر والفلفل الحلو

  • الفواكه الموسمية: التفاح والبرتقال والموز والتوت بمختلف أنواعه

من المهم تناول مجموعة متنوعة من الألوان، فكلما زاد التنوع، زادت الفوائد الصحية التي تحصل عليها. كذلك، يفضل تناول الفواكه والخضروات الطازجة وتجنب المعلبة التي قد تحتوي على نسب عالية من الصوديوم.

الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم

الحبوب الكاملة غنية بالألياف والمعادن الأساسية، وينصح باختيارها بدلاً من الحبوب المكررة. من الخيارات الممتازة: الأرز البني والكينوا والشوفان وخبز القمح الكامل والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

أما منتجات الألبان قليلة الدسم، فهي مصدر ممتاز للكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران أساسيان لدعم ضغط الدم الصحي. تشمل هذه المجموعة:

  • الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم

  • الزبادي قليل الدسم

  • الأجبان قليلة الدسم

علاوة على ذلك، فإن الجمع بين حمية داش وزيادة استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم يؤدي إلى نتائج أفضل في خفض ضغط الدم مقارنة باتباع الحمية دون منتجات الألبان.

البروتينات الخالية من الدهون

تساهم البروتينات في بناء وإصلاح أنسجة الجسم، ومن المهم اختيار المصادر الخالية من الدهون المشبعة التي قد ترفع مستويات الكوليسترول. تركز حمية داش على:

  • الدواجن منزوعة الجلد (الدجاج والديك الرومي)

  • الأسماك الطازجة، خاصة الغنية بأوميغا 3

  • البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والفول

  • التوفو كمصدر نباتي للبروتين

من الضروري تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، وعند تناولها يجب اختيار القطع الخالية من الدهون. يفضل أيضاً تحضير البروتينات بطرق صحية مثل الشوي أو السلق بدلاً من القلي.

الدهون الصحية والمكسرات

على الرغم من أن حمية داش تقلل من الدهون بشكل عام، إلا أنها تشجع على تناول الدهون الصحية باعتدال. تشمل مصادر الدهون المفضلة:

  • زيت الزيتون والأفوكادو

  • الأسماك الدهنية مثل السلمون

  • المكسرات غير المملحة مثل اللوز والجوز

  • البذور الصحية مثل بذور الكتان وبذور الشيا

تحتوي المكسرات والبذور على مغذيات مهمة لصحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك البروتين والألياف والمعادن والدهون الصحية. ومع ذلك، من الضروري تناولها باعتدال نظراً لمحتواها العالي من السعرات الحرارية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب الامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة مثل الزبدة والسمن واللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم وزيت جوز الهند. كما ينبغي تجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.

نظام داش الغذائي ليس مجرد قائمة من الأطعمة المسموحة والممنوعة، بل هو نمط حياة غذائي متكامل يعتمد على توازن المجموعات الغذائية المختلفة. من خلال التركيز على هذه المكونات الأساسية والالتزام بالكميات الموصى بها، يمكنك الاستفادة القصوى من هذا النظام لخفض ضغط الدم والتمتع بصحة أفضل للقلب.

خطوات عملية لتطبيق حمية داش

بعد التعرف على مفهوم حمية داش ومكوناتها الأساسية، حان الوقت للانتقال إلى الجانب التطبيقي. يمكن تحويل المعرفة النظرية إلى خطوات عملية من خلال اتباع منهجية واضحة تضمن النجاح في تطبيق هذا النظام الغذائي الفعال.

تحديد عدد السعرات اليومية

يعتمد نجاح حمية داش على تناول كميات مناسبة من السعرات الحرارية تتناسب مع احتياجات جسمك الفردية. وفقاً للإرشادات الصحية، يجب ألا تتجاوز السعرات الحرارية 2000 سعرة حرارية في اليوم للشخص العادي.

لتحديد احتياجاتك الفردية من السعرات، عليك مراعاة عدة عوامل أساسية:

  1. الجنس (ذكر/أنثى)

  2. الوزن الحالي (بالكيلوجرام)

  3. الطول (بالسنتيمتر)

  4. العمر

  5. مستوى النشاط البدني اليومي

يمكنك استخدام حاسبات السعرات الحرارية المتوفرة على الإنترنت أو استشارة أخصائي تغذية لتحديد الرقم المناسب لك. تذكر أن هذه الكمية تختلف من شخص لآخر حسب حالته الصحية واحتياجات جسمه.

توزيع الحصص الغذائية حسب الفئات

بمجرد تحديد احتياجاتك من السعرات، يأتي دور توزيع هذه السعرات على المجموعات الغذائية المختلفة وفقاً لنظام داش. عند اتباع نظام غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية، يمكن توزيع الحصص كالتالي:

  • الفواكه: 4-5 حصص يومياً

  • الخضروات: 4-5 حصص يومياً

  • الحبوب الكاملة: 6-8 حصص يومياً

  • منتجات الألبان قليلة الدسم: 2-3 حصص يومياً

  • اللحوم والدواجن والأسماك: حوالي 6 أونصات يومياً (حوالي 4 حصص)

  • المكسرات والبذور والبقوليات: 4-5 حصص أسبوعياً (حوالي حصة واحدة يومياً)

  • الدهون والزيوت: 2-3 حصص يومياً

من المهم استخدام جدول للحصص الغذائية الموصى بها في النظام الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم للتخطيط لوجباتك الرئيسية والخفيفة الصحية. أخذاً في الاعتبار أن نوع الأطعمة وحصصها وكمياتها تختلف باختلاف الشخص وحالته الصحية.

البدء بتغييرات تدريجية

التحول المفاجئ إلى نظام غذائي جديد قد يكون صعباً. لذا، من الأفضل إجراء التغييرات الغذائية بشكل تدريجي حتى يصبح من السهل الالتزام بها. إليك بعض الخطوات العملية للبدء:

  1. إضافة الخضار أو الفاكهة تدريجياً: ابدأ بإضافة حصة إضافية من الفاكهة أو الخضار في وجباتك اليومية. يمكنك تضمين خضروات أو فواكه في كل وجبة.

  2. استبدال الحبوب المكررة بالكاملة: قم باستبدال الخبز الأبيض والأرز العادي بالحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني.

  3. تقليل استخدام الملح: استخدم نصف كمية الملح المعتادة واستبدله بالأعشاب والتوابل الطبيعية مثل الثوم.

  4. اختيار البروتينات الصحية: فضل البقوليات أو اللحوم البيضاء على اللحوم الحمراء.

  5. إعداد خطة أسبوعية للوجبات: قم بتخطيط وجباتك مسبقاً لتجنب اللجوء للوجبات السريعة.

  6. تقليل الدهون: استخدم فقط نصف الزبدة أو السمن الذي تستخدمه عادة.

  7. الاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية: احتفظ بمكسرات وفواكه وخضروات جاهزة كوجبات خفيفة صحية.

  8. شرب الماء بكثرة: واظب على شرب الماء واستبدل المشروبات السكرية به.

مع الالتزام بهذه الخطوات العملية، ستتمكن تدريجياً من تبني حمية داش والاستفادة من فوائدها في خفض ضغط الدم والتمتع بصحة أفضل. تذكر أن التغيير المستدام هو ما يحقق النتائج الملموسة على المدى الطويل.

كيفية تقليل الصوديوم في النظام الغذائي

يعد تقليل الصوديوم ركناً أساسياً في حمية داش لخفض ضغط الدم. فالملح والصوديوم يلعبان دوراً كبيراً في رفع ضغط الدم وزيادة احتباس السوائل في الجسم. وفقاً لمبادئ حمية داش، يجب تخفيض استهلاك الصوديوم إلى مستويين: المستوى الأول يعتمد على تقليل الأملاح إلى 2300 ملغ يومياً (ما يعادل ملعقة صغيرة)، والمستوى الثاني الأكثر فعالية يهدف إلى تخفيضها إلى 1500 ملغ يومياً.

قراءة الملصقات الغذائية

تشير الإحصاءات إلى أن نحو 75% من الصوديوم الذي نتناوله يأتي من الأغذية المعلبة والجاهزة، وليس من الملح الذي نضيفه على المائدة. لذا، تعتبر مهارة قراءة الملصقات الغذائية أمراً حيوياً لتقليل الصوديوم.

عند قراءة الملصقات الغذائية، انتبه إلى:

  • نسبة الصوديوم لكل حصة غذائية - تذكر أنك إذا تناولت حصتين، فأنت تحصل على ضعف كمية الصوديوم المذكورة

  • استخدم قاعدة الـ 5% و20% - إذا كان محتوى الصوديوم 5% أو أقل من القيمة اليومية، فهذا يعني أن المنتج منخفض الصوديوم. أما إذا كان 20% أو أكثر، فهو مرتفع الصوديوم ويفضل تجنبه

  • انتبه للأسماء المختلفة للصوديوم في قائمة المكونات مثل: غلوتامات أحادية الصوديوم، بيكربونات الصوديوم، ملح البحر، نترات الصوديوم، صلصة الصويا

عند التسوق، قارن بين المنتجات المتشابهة واختر الخيار الأقل محتوى بالصوديوم. على سبيل المثال، بعض أنواع حبوب الإفطار تحتوي على صوديوم أقل بكثير من الأنواع الأخرى.

استبدال الملح بالتوابل الطبيعية

نظراً لأن ملعقة صغيرة واحدة من الملح تحتوي على 2325 ملغ من الصوديوم، فإن استبدال الملح بالتوابل الطبيعية يعد خطوة مهمة في حمية داش. إليك بدائل فعالة:

  • الأعشاب الطازجة والمجففة: الريحان، الروزماري، الزعتر، ورق الغار، النعناع، البقدونس والشبت

  • التوابل: الفلفل الأسود، الكمون، القرفة، والكركم

  • منكهات طبيعية: الثوم، الزنجبيل، عصير الليمون، والخل

  • خلطات التوابل الخالية من الملح: مثل Mrs. Dash و Lawry's Salt-Free

من المهم التدرج في تقليل الملح، فالحليمات الذوقية تحتاج لوقت للتعود على الطعم الجديد. ابدأ بتخفيف كمية الملح المضافة تدريجياً وزيادة استخدام التوابل والأعشاب، وسرعان ما ستلاحظ تحسناً في تذوق النكهات الطبيعية للأطعمة.

تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة

الأطعمة المصنعة والجاهزة تحتوي عادة على مستويات عالية من الصوديوم، حتى وإن لم تكن مالحة المذاق. لتقليل الصوديوم في نظامك الغذائي:

  1. اختر الخضروات الطازجة أو المجمدة بدلاً من المعلبة، أو اشترِ المعلبة التي تحمل عبارة "بدون إضافة ملح"

  2. استخدم اللحوم والدواجن والأسماك الطازجة بدلاً من المعلبة أو المصنعة

  3. تجنب الوجبات المجمدة الجاهزة والحساء المعلب والبيتزا الجاهزة

  4. إذا اضطررت لاستخدام الأطعمة المعلبة، اغسلها جيداً بالماء لإزالة جزء من الصوديوم

  5. ابتعد عن الصلصات الجاهزة، المخللات، الزيتون المكبوس، صلصة الصويا، والمايونيز

  6. قلل من استخدام مكعبات المرق الجاهزة واستبدلها بمرق منزلي مع توابل طبيعية

أخيراً، من المفيد زيادة الطهي المنزلي بدلاً من تناول الطعام خارج المنزل. فهذه الطريقة تمنحك تحكماً أكبر في مقدار الصوديوم الذي تتناوله. مع الالتزام بهذه الإرشادات، يمكنك تقليل استهلاكك للصوديوم بشكل كبير والاستفادة القصوى من فوائد حمية داش في خفض ضغط الدم.

أمثلة على وجبات يومية وفق حمية داش

تطبيق حمية داش عملياً يتطلب تخطيط وجبات متوازنة تلبي احتياجات الجسم مع الالتزام بمبادئها الأساسية. فيما يلي نماذج لوجبات يومية متكاملة يمكن اتباعها لتحقيق أقصى استفادة من هذا النظام الغذائي.

وجبة إفطار متوازنة

يعد الإفطار أهم وجبة في اليوم، ويمكن تحضير إفطار صحي متوافق مع حمية داش بعدة طرق:

  • شوفان بالحليب: نصف كوب شوفان مطهو بالحليب قليل الدسم، مع إضافة نصف موزة مقطعة وبعض المكسرات غير المملحة، وكوب شاي أو قهوة بدون سكر أو مع ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي.

  • توست صحي: شريحتان من خبز القمح الكامل مع ملعقة صغيرة من الزبدة النباتية وملعقة من المربى قليلة السكر، مع نصف كوب من عصير البرتقال الطازج وتفاحة.

  • وجبة البيض: بيضتان مسلوقتان مع شريحتين من لحم الديك الرومي، نصف كوب من الطماطم الكرزية ونصف كوب من الفول المشوي بالفرن، مع شريحتين من خبز القمح الكامل.

غداء غني بالعناصر المفيدة

يفضل أن تحتوي وجبة الغداء على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية:

سلطة التونة: نصف كوب من التونة المعلبة بالماء (غير مملحة)، مع ملعقتين من المايونيز قليل الدسم، وكرفس مقطع، وخس روماني، تقدم مع قطع من التوست المحمص وكوب من الحليب منزوع الدسم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول شطيرة الدجاج المشوي المكونة من صدر دجاج (120 غرام) منزوع الجلد، مع نصف كوب من الأرز البني، وطبق سلطة خضراء يحتوي على خس وطماطم وخيار وجزر، مع ملعقة صغيرة من زيت الزيتون وعصير الليمون.

عشاء خفيف ومنخفض الصوديوم

من الأفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة ومنخفضة الصوديوم:

السمك المشوي: 150 غراماً من سمك السلمون المشوي مع الخضروات المشوية والكينوا. علاوة على ذلك، يمكن استبدال السلمون بسمك القد الفيليه (170 غرام) مع كوب من البطاطس المهروسة ونصف كوب من البازيلاء والبروكلي.

كباب الخضار: 85 غراماً من اللحم البقري مع كوب من الفلفل والبصل والفطر والطماطم الكرزية، يقدم مع كوب من الأرز البري المطبوخ ونصف كوب من جوز البيكان وقطع الأناناس الطازجة.

وجبات خفيفة صحية بين الوجبات

الوجبات الخفيفة تساعد في تثبيت مستويات السكر في الدم وتجنب الإفراط في الأكل خلال الوجبات الرئيسية:

  • الفواكه والخضروات الطازجة مع الحمص

  • الزبادي قليل الدسم مع الفواكه والجرانولا

  • ربع كوب من مزيج المكسرات غير المملحة

  • حبة فاكهة موسمية متوسطة الحجم

  • كوب من الحليب الدافئ قليل الدسم قبل النوم

أخيراً، يمكن تعديل هذه الوجبات لتناسب الاحتياجات الفردية من السعرات الحرارية، مع الحرص على الحفاظ على التوازن بين المجموعات الغذائية المختلفة واختيار الأطعمة منخفضة الصوديوم كلما أمكن ذلك.

الخاتمة

حمية داش تمثل نهجًا غذائيًا متكاملًا وفعالًا للتحكم بضغط الدم المرتفع. خلال المقال، تعرفنا على أساسيات هذه الحمية المميزة التي أثبتت جدارتها عالميًا وحصلت على ثقة الخبراء والأطباء. بالإضافة إلى ذلك، رأينا كيف تساعد هذه الحمية في خفض ضغط الدم بمعدل يصل إلى 11 ملم زئبقي خلال أسابيع قليلة فقط.

أهم ما يميز حمية داش أنها لا تعتمد على منع أطعمة معينة بشكل قاطع، بل تركز على إعادة توزيع المجموعات الغذائية بطريقة علمية مدروسة. لذلك، يمكن تطبيقها بسهولة على المدى الطويل والاستمرار عليها كنمط حياة وليس مجرد حمية مؤقتة.

نجاح هذه الحمية يعتمد بشكل أساسي على تقليل استهلاك الصوديوم مع زيادة تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. علاوة على ذلك، فإن البدء بتغييرات تدريجية والالتزام بحصص غذائية متوازنة يسهل عملية التكيف مع هذا النظام الغذائي الصحي.

تذكر أن الجمع بين حمية داش وممارسة النشاط البدني المنتظم يعزز النتائج ويساعد في خفض ضغط الدم بشكل أكبر. بالتأكيد، قد تواجه بعض التحديات في البداية، خاصة مع تقليل الملح، لكن مع مرور الوقت ستتكيف حليماتك الذوقية وستبدأ في تقدير النكهات الطبيعية للأطعمة.

اليوم، أصبحت تمتلك كل المعلومات اللازمة لتطبيق حمية داش بنجاح في حياتك اليومية. عندما تبدأ في تطبيق هذه الخطوات العملية، ستلاحظ تحسنًا تدريجيًا ليس فقط في مستويات ضغط الدم، بل أيضًا في صحتك العامة وطاقتك اليومية. لا تنسَ أن استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إجراء أي تغييرات جذرية في نظامك الغذائي تعتبر خطوة ضرورية وحكيمة، خصوصًا إذا كنت تعاني من مشاكل صحية مزمنة.

إرسال تعليق

يسعدنا ســماع رأيك ! شاركنا أفكارك وتعليقاتك حول الموضوع ، نحـــن هنا لنتبادل المعرفة معك .