كيف تقرأ الملصقات الغذائية مثل خبراء التغذية: دليل عملي للمبتدئين

Omar Adel
شخص يستخدم عدسة مكبرة لقراءة ملصقات تغذية ملونة على طاولة المطبخ وبالقرب منه أطعمة طازجة.

هل سبق وأمسكت بمنتج غذائي وشعرت بالحيرة أمام الملصقات الغذائية المليئة بالأرقام والمصطلحات المعقدة؟

أنت لست وحدك! فعلى الرغم من أهميتها، يجد 80% من المستهلكين صعوبة في فهم هذه الملصقات وتفسيرها بشكل صحيح. في الواقع، تعتبر القدرة على قراءة الملصقات الغذائية وفهمها مهارة أساسية للحفاظ على صحتك واتخاذ قرارات غذائية سليمة.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يقرأون الملصقات الغذائية بانتظام يتناولون سعرات حرارية أقل بنسبة 9% مقارنة بأولئك الذين لا يفعلون ذلك. لذلك، سواء كنت تسعى لخسارة الوزن، أو التحكم في حالة صحية معينة، أو ببساطة تريد تحسين نمط حياتك، فإن هذا الدليل سيساعدك على فهم الملصقات الغذائية مثل خبراء التغذية تماماً.

في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج معرفته لقراءة الملصقات الغذائية خطوة بخطوة، من فهم أساسيات حجم الحصة والسعرات الحرارية، إلى كشف الخدع التسويقية الشائعة. هيا بنا نبدأ رحلة التسوق الواعي!

لماذا تعتبر قراءة الملصقات الغذائية مهارة ضرورية؟

تعد فهم الملصقات الغذائية مهارة حياتية أساسية يحتاجها كل شخص، وليست حكراً على المختصين أو من يتبعون حميات صارمة. فالقرارات الغذائية التي نتخذها تؤثر على صحتنا بشكل أكبر مما يدرك معظم الناس. ففي كل مرة نختار منتجاً من على الرف، تؤثر مكوناته وسعراته الحرارية وإضافاته على أجسامنا.

كيف تؤثر على اختياراتك اليومية

تمثل الملصقات الغذائية الواجهة الأولى التي يطلع عليها المستهلك عند اختيار المنتجات الغذائية. وعندما تكون هذه الملصقات واضحة وشفافة، يمكن للناس اتخاذ خيارات أفضل، أما عندما تكون مربكة أو مضللة، فتزداد المخاطر الصحية.

تلعب الملصقات الغذائية دوراً محورياً في عدة جوانب:

  • تشجيع الأنظمة الغذائية الصحية: عندما تكون المعلومات الغذائية واضحة، يقارن الناس بين الخيارات ويميلون لاختيار البدائل الصحية، مما يحسن صحة المجتمع مع مرور الوقت.

  • دعم اتخاذ القرارات المستنيرة: سواء للآباء الذين يختارون وجبات خفيفة لأطفالهم، أو الرياضيين الذين يديرون تناول البروتين، فالجميع يعتمد على الملصقات الصادقة لتلبية احتياجاتهم.

  • تحسين الوعي الغذائي: تظهر الدراسات أن للملصقات الغذائية تأثيراً واضحاً على اختيار الطعام وأنماط الاستهلاك.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد الملصقات الواضحة على تقليل استهلاك الدهون المشبعة والسكريات المضافة، وزيادة اختيار خيارات الألبان قليلة الدسم أو المدعمة.

علاوة على ذلك، يمكن للملصقات الغذائية أن تساعدك على تتبع ما يتناوله جسمك يومياً من عناصر غذائية، كما تساعدك في تجنب بعض المكونات التي قد تسبب حساسية لديك أو لا يستطيع جسمك تحملها.

أهمية الملصقات لمرضى السكري والضغط والسمنة

تكتسب قراءة الملصقات أهمية خاصة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. فمرضى السكري والضغط والسمنة يعتمدون بشكل كبير على هذه المعلومات لإدارة حالتهم الصحية.

يعتمد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو أمراض القلب أو مشاكل الكبد على قيم السكر والصوديوم والدهون الواضحة. فبالنسبة لمرضى السكري، يساعدهم فهم الملصقات على:

  • متابعة إجمالي الكربوهيدرات وليس فقط السكر، حيث أن جميع الكربوهيدرات ترفع مستوى الجلوكوز في الدم.

  • تحديد الأطعمة الغنية بالألياف، والتي تساعد على تقليل امتصاص الكربوهيدرات الأكثر بساطة.

  • فهم مصطلحات مثل "خالٍ من السكر" التي قد تعني احتواء المنتج على محليات صناعية بدلاً من السكريات، لكنها لا تعني بالضرورة خلوه من الكربوهيدرات.

أما بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، فتساعد الملصقات الغذائية على الحد من تناول الصوديوم، ومعرفة أسماء المكونات الغنية بالملح مثل غلوتامات أحادية الصوديوم وبيكربونات الصوديوم.

في حين تمكّن الملصقات الأشخاص الذين يعانون من السمنة من مراقبة السعرات الحرارية واختيار الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، مما يساهم في خفض معدلات السمنة.

بشكل عام، تساعد الملصقات الغذائية الشفافة على الوقاية من أمراض نمط الحياة، وتقليل حالات الإصابة بمرض السكري عن طريق الحد من السكريات المخفية، ومنع السكتات الدماغية والنوبات القلبية عن طريق تقليل تناول الملح.

فهم مكونات الملصق الغذائي خطوة بخطوة

تنقسم الملصقات الغذائية إلى عدة أقسام رئيسية، وفهم كل قسم على حدة يساعدك على اتخاذ قرارات غذائية أفضل. دعونا نستكشف معًا مكونات هذه الملصقات خطوة بخطوة.

حجم الحصة الغذائية

يعتبر حجم الحصة الغذائية نقطة البداية الأساسية عند قراءة أي ملصق غذائي. فجميع المعلومات الغذائية المذكورة على الملصق تستند إلى هذا الحجم، وليس على العبوة كاملة. لذلك، إذا تناولت ضعف حجم الحصة المذكورة، فعليك مضاعفة جميع القيم المدرجة على الملصق.

من المهم الانتباه إلى أن أحجام الحصص قد تختلف عن الكميات التي نتناولها فعليًا. فمثلاً، قد تعتبر العبوة الصغيرة حصتين أو ثلاث حصص، وليس حصة واحدة كما قد نظن. وإذا كان حجم الحصة 30 غرامًا والعبوة تحتوي على 3 حصص، فهذا يعني أن تناول العبوة كاملة يتطلب مضاعفة القيم الغذائية 3 مرات.

السعرات الحرارية

تمثل السعرات الحرارية مقياسًا لكمية الطاقة التي ستحصل عليها من حصة واحدة من الطعام. وهي مكتوبة بخط عريض وكبير بحيث يمكنك رؤيتها بسهولة. معرفة كمية السعرات الحرارية في الأغذية المتناولة يوميًا مهم جدًا للحفاظ على الوزن الصحي والتأكد من أننا لا نستهلك أكثر من اللازم.

عند قراءة السعرات الحرارية، يجب أن تضع في اعتبارك كيف تتناسب هذه السعرات مع احتياجاتك اليومية. فالرقم القياسي هو 2000 سعرة حرارية في اليوم للنساء و2500 سعرة حرارية للرجال، لكن احتياجاتك قد تكون أكثر أو أقل اعتمادًا على عدة عوامل كالعمر والوزن ومستوى النشاط البدني.

الدهون بأنواعها

تحتل الدهون أهمية خاصة في الملصق الغذائي، فليست كل الدهون سيئة. هناك نوعان رئيسيان من الدهون: المشبعة وغير المشبعة.

الدهون المشبعة: عادةً ما تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة وتوجد بكثرة في اللحوم ومشتقات الحليب. ينبغي الحد منها لأنها ترفع مستوى الكولسترول الضار في الدم.

الدهون غير المشبعة: وهي نوعان، الأحادية والمتعددة. تعتبر صحية أكثر وتوجد في الزيوت النباتية والمكسرات والأسماك. يمكنها أن تخفض مستوى الكولسترول الضار وترفع مستوى الكولسترول النافع.

الدهون المتحولة: هي أسوأ أنواع الدهون، وتنتج عن عملية تسمى الهدرجة، وترفع مستوى الكولسترول الضار وتخفض مستوى الكولسترول النافع.

السكريات والسكر المضاف

من الضروري التمييز بين السكريات الطبيعية والسكريات المضافة. فالسكريات الطبيعية موجودة في الفواكه والحليب، أما السكريات المضافة فتضاف أثناء التصنيع.

للتعرف على السكريات المضافة، ابحث عن السطر الذي يقول "يشمل X غم من السكريات المضافة" أسفل إجمالي السكريات في لوحة المعلومات الغذائية. كما يمكن التعرف عليها من خلال قائمة المكونات، حيث تظهر بأسماء مختلفة مثل: شراب الذرة، الفركتوز، الجلوكوز، المالتوز، ودبس السكر.

الصوديوم والكوليسترول

الصوديوم هو معدن يمكن الحصول عليه بصورة طبيعية من بعض الأطعمة، لكن معظم الصوديوم الذي نتناوله مضاف إلى الأطعمة المصنعة. يوصي خبراء التغذية بألا يتعدى حد الاستهلاك اليومي من الصوديوم 2300 ملغم للأشخاص البالغة أعمارهم 14 عامًا فأكثر.

يرتبط تقليل الصوديوم في الطعام ارتباطًا وثيقًا بانخفاض ضغط الدم. وبالتالي، من المهم اختيار المنتجات التي تحتوي على نسبة صوديوم منخفضة، والانتباه إلى المصطلحات مثل "خالٍ من الصوديوم" التي تعني أن كل حصة تحتوي على أقل من 5 ملغم من الصوديوم.

البروتين والألياف

البروتين ضروري للنمو وإصلاح الأنسجة، ويحصل معظم البالغين على كمية تفوق احتياجاتهم. تشمل الأطعمة الغنية بالبروتين: اللحوم، الأسماك، الحليب، منتجات الألبان، البيض، الفول، العدس والمكسرات.

أما الألياف فهي نوع من الكربوهيدرات لا يتم هضمه، وهي مهمة لصحة الجهاز الهضمي. ابحث عن الأطعمة التي تحتوي على ثلاثة جرامات أو أكثر من الألياف. عند حساب عدد الكربوهيدرات، إذا كان الطعام يحتوي على أكثر من خمسة جرامات من الألياف، يمكنك طرح نصف إجمالي جرامات الألياف من إجمالي الكربوهيدرات للحصول على القيمة الحقيقية لعدد الكربوهيدرات.

كيفية تفسير القيم اليومية والنسب المئوية

عند إلقاء نظرة على الملصق الغذائي، ستلاحظ عمودًا منفصلًا يحتوي على نسب مئوية بجانب كل عنصر غذائي. هذه النسب المئوية تشكل أداة قوية لتقييم الغذاء بشكل سريع ودقيق، لكنها غالبًا ما تكون الجزء الأكثر إرباكًا في الملصقات الغذائية. دعونا نتعرف على كيفية فهمها واستخدامها بشكل صحيح.

ما المقصود بالقيمة اليومية؟

تشير "النسبة المئوية للقيمة اليومية" (% DV) إلى النسبة التي تساهم بها حصة واحدة من المنتج في احتياجاتك اليومية من عنصر غذائي معين. تستند هذه النسب إلى نظام غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية يوميًا. على سبيل المثال، إذا كان الملصق يشير إلى أن الحصة الواحدة توفر 15% من القيمة اليومية للدهون، فهذا يعني أنها تمثل 15% من إجمالي الدهون الموصى بها لشخص يستهلك 2000 سعرة حرارية يوميًا.

تساعدك هذه النسب على قياس مقدار العناصر الغذائية في الوجبة مقارنة بالتوصيات الخاصة باليوم بأكمله. وحتى إذا كان استهلاكك اليومي من السعرات يختلف عن 2000 سعرة، يمكنك استخدام النسبة المئوية للقيمة اليومية كإطار مرجعي عام.

من المهم ملاحظة أن بعض العناصر الغذائية لا تحتوي على نسبة مئوية للقيمة اليومية، ومنها:

  • الدهون المتحولة: لم يتمكن الخبراء من توفير قيمة مرجعية لها، لكن يُنصح بتقليلها قدر الإمكان لارتباطها بارتفاع الكولسترول الضار وأمراض القلب.

  • البروتين: عادةً لا يتم إدراج نسبة مئوية له إلا في حالة ادعاء أن المنتج "غني بالبروتين"، حيث تشير الدراسات إلى أن البالغين عادةً يحصلون على كميات كافية من البروتين.

  • السكريات: لم تُحدد قيمة مرجعية يومية للسكريات بسبب غياب توصيات محددة للكمية الإجمالية التي ينبغي تناولها يوميًا.

متى تعتبر النسبة مرتفعة أو منخفضة؟

هناك قاعدة بسيطة لتفسير النسب المئوية للقيم اليومية:

  • 5% أو أقل تعتبر نسبة منخفضة للعنصر الغذائي.

  • 20% أو أكثر تعتبر نسبة عالية للعنصر الغذائي.

بناءً على هذه القاعدة، حاول أن تبحث عن المنتجات التي تحتوي على نسب منخفضة من العناصر التي يُفضل تقليلها في النظام الغذائي، مثل:

  • الدهون المشبعة

  • الكولسترول

  • الصوديوم

  • السكريات المضافة

وفي المقابل، ابحث عن المنتجات ذات النسب العالية من العناصر المفيدة مثل:

  • الألياف الغذائية

  • الفيتامينات

  • المعادن

  • البروتين (عند الحاجة إليه).

إذا نصحك طبيبك أو اختصاصي التغذية بزيادة أو تقليل السعرات الحرارية اليومية عن 2000 سعرة، قد تحتاج إلى ضبط هذه النسب وفقًا لذلك. فكلما زاد استهلاكك للسعرات الحرارية، زادت حاجتك للعناصر الغذائية والعكس صحيح.

أمثلة عملية على المقارنة بين المنتجات

لفهم كيفية استخدام النسب المئوية للقيم اليومية في المقارنة بين المنتجات، دعنا نأخذ أمثلة عملية:

مثال 1: مقارنة بين نوعين من الحليب إذا وجدت أن كوبًا من الحليب كامل الدسم يحتوي على نسبة 15% من القيمة اليومية للدهون، بينما يحتوي الحليب قليل الدسم على 5% فقط، فمن الواضح أن الخيار الثاني أفضل إذا كنت ترغب في تقليل استهلاك الدهون.

مثال 2: مقارنة بين نوعين من الحبوب الغذائية لنفترض أن منتجين من الحبوب يدعيان أنهما غنيان بالمعادن والفيتامينات. يمكنك المقارنة بينهما من خلال النظر إلى النسب المئوية للقيمة اليومية لهذه العناصر. إذا كان المنتج الأول يحتوي على 25% من القيمة اليومية للألياف والمنتج الثاني على 10% فقط، فالأول يعتبر مصدرًا أفضل للألياف.

مثال 3: تقييم محتوى الصوديوم عند مقارنة نوعين من الحساء المعلب، انظر إلى نسبة الصوديوم. إذا كان أحدهما يحتوي على 40% من القيمة اليومية للصوديوم والآخر على 20%، فالخيار الثاني أفضل لصحة قلبك، خاصة إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

للحصول على تقييم شامل لنظامك الغذائي، عليك متابعة استهلاكك اليومي من مختلف العناصر الغذائية. على سبيل المثال، إذا تناولت منتجًا يحتوي على 30% من القيمة اليومية للصوديوم في الصباح، فعليك اختيار منتجات ذات نسبة صوديوم منخفضة لبقية اليوم.

أخيرًا، لا تعتمد فقط على العبارات التسويقية مثل "قليل الدسم" أو "خالٍ من السكر"، بل تحقق دائمًا من النسب المئوية للقيمة اليومية للحصول على صورة أكثر دقة عن القيمة الغذائية للمنتج.

قائمة المكونات: ما الذي يجب أن تبحث عنه؟

بعد فهم القيم الغذائية، يأتي دور قائمة المكونات كجزء لا يقل أهمية في الملصقات الغذائية. فهي تكشف ما يوجد حقًا في المنتج الذي تشتريه، وتعد مفتاح اتخاذ قرارات غذائية سليمة.

ترتيب المكونات حسب الكمية

من المهم أن تعرف أن قائمة المكونات ليست مجرد أسماء مرصوصة بشكل عشوائي. في الواقع، يتم ترتيب هذه المكونات بشكل تنازلي حسب الوزن، بمعنى أن المكون الأول يشكل النسبة الأكبر في المنتج والمكون الأخير يشكل النسبة الأقل. لذلك، إذا كان السكر أو الزيوت أو المكونات الصناعية بالقرب من الأعلى، فهذا مؤشر واضح لتجنب ذلك المنتج إذا كان هدفك تحسين صحتك.

على سبيل المثال، عند شراء رغيف خبز مصنوع من القمح الكامل، ستلاحظ أن القمح الكامل هو المكون الأول المسجل على الملصقة. هذا يؤكد أن المنتج يحتوي فعلاً على نسبة عالية من الحبوب الكاملة.

المكونات الصناعية والمواد الحافظة

تستخدم المواد الحافظة الصناعية للحفاظ على المواد الغذائية طازجة لفترة أطول، حيث تحتوي على مضادات الميكروبات والأكسدة، بالإضافة إلى مواد أخرى تبطئ عملية النضوج الطبيعية.

عندما تجد قائمة طويلة من المكونات التي لا يمكنك نطقها أو فهمها، فقد ترغب في التفكير مرتين قبل شراء المنتج. فكثرة المكونات غالباً ما تعني احتواءه على مواد مصنعة مثل بعض المواد الحافظة.

من بين المواد الحافظة الشائعة التي قد تجدها في الأطعمة:

  • حمض السوربيك (E200 – E203): شائع في الجبن والنبيذ والمخبوزات

  • حمض البنزويك (E210 – E213): يستخدم في الأطعمة الحمضية مثل المربيات والصلصات

  • النترات والنتريت (E249 – E252): تستخدم في اللحوم لمنع التسمم

مسببات الحساسية الشائعة

تعتبر قائمة المكونات مصدراً أساسياً لمن يعانون من الحساسية الغذائية. فالبروتينات الموجودة في بعض الأطعمة قد تسبب تفاعلات تحسسية تتراوح من خفيفة إلى مهددة للحياة.

تشمل مسببات الحساسية الشائعة: الأسماك القشرية (مثل الروبيان والسلطعون)، الفستق، المكسرات الشجرية (مثل الجوز)، الأسماك، بيض الدجاج، حليب البقر، القمح، وفول الصويا.

من الضروري قراءة ملصقات الأطعمة بعناية إذا كنت تعاني من الحساسية، والبحث عن تحذيرات مثل "تم التصنيع في مصنع يعالج أيضاً..." أو "قد يحتوي على..."، حيث تشير هذه العبارات إلى احتمال وجود آثار لمسببات الحساسية بسبب التلوث المتبادل أثناء التصنيع.

لإدارة الحساسية بشكل فعال، يجب عليك التعبير بصراحة عن حساسيتك عند تناول الطعام خارج المنزل، وحمل الأدوية الموصوفة مثل حقن الأدرينالين الذاتية في حال التعرض لمسببات الحساسية عن طريق الخطأ.

احذر من العبارات التسويقية المضللة

غالباً ما تلجأ شركات الأغذية إلى استخدام عبارات تسويقية جذابة على الملصقات الغذائية لتشجيع المستهلك على الشراء، لكنها قد تكون مضللة في كثير من الأحيان.

ما الفرق بين طبيعي وعضوي؟

هناك فرق جوهري بين المصطلحين: "طبيعي" يشير عادة إلى خلو المنتج من الألوان الصناعية أو النكهات أو المواد الحافظة، بينما "عضوي" يتعلق بالطرق المستخدمة في زراعة مكونات الطعام. المنتجات العضوية تستخدم المواد الطبيعية فقط وتتجنب المواد الكيميائية الصناعية والهرمونات والمضادات الحيوية والمواد المعدلة وراثياً. مع ذلك، من المهم إدراك أن كلمة "طبيعي" غير منظمة بدقة، وقد تعني فقط أن المنتج يحتوي على مكون طبيعي واحد.

هل قليل الدهون يعني صحي؟

ليس بالضرورة. فعند إزالة الدهون من المنتج، غالباً ما يضاف إليه السكر لتحسين النكهة. لذا، قد تحتوي المنتجات "قليلة الدهون" على سعرات حرارية مماثلة أو حتى أعلى من المنتجات العادية. وفق دراسات حديثة، ليس هناك فوائد صحية مؤكدة وراء اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم على حساب كاملة الدسم.

أمثلة على خدع شائعة في التسويق الغذائي

من العبارات المضللة الشائعة:

  • خفيف أو "لايت": قد يعني تخفيف المنتج بالماء فقط.

  • الحبوب المتعددة: لا تعني بالضرورة أنها حبوب كاملة.

  • قليل السعرات الحرارية: قد تشير فقط إلى مقارنة مع منتج آخر من نفس الشركة.

  • منكه بالفواكه: قد يحتوي على نكهات صناعية وليس فواكه حقيقية.

  • خالٍ من الجلوتين: لا يعني دائماً أنه صحي، إذ يمكن أن يحتوي على سكر ودهون غير صحية.

لذا، ينبغي أن تكون مستهلكاً ذكياً بقراءة الملصقات الغذائية بتمعن، وألا تنخدع بالعبارات التسويقية الجذابة.

الخاتمة

ختاماً، تعد قراءة الملصقات الغذائية مهارة أساسية تسلحك بالمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات غذائية واعية وصحية. فهم حجم الحصة الغذائية، السعرات الحرارية، أنواع الدهون، السكريات المضافة والنسب المئوية للقيم اليومية يمنحك القدرة على تقييم الأطعمة بدقة واختيار الأفضل لصحتك.

بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه لقائمة المكونات وترتيبها، حيث تعكس هذه القائمة محتوى المنتج الحقيقي بعيداً عن العبارات التسويقية المضللة. عدم الانخداع بمصطلحات مثل "طبيعي" أو "قليل الدسم" دون التحقق من المعلومات الغذائية يعد جزءاً أساسياً من التسوق الذكي.

بالتأكيد، قد يبدو الأمر معقداً في البداية، لكن مع الممارسة المنتظمة ستصبح قراءة الملصقات الغذائية عادة تلقائية. ابدأ بتخصيص دقائق إضافية أثناء التسوق للتدقيق في الملصقات، وستلاحظ تحسناً تدريجياً في اختياراتك الغذائية.

على الرغم من أهمية الملصقات الغذائية، تذكر أن النظام الغذائي المتوازن يعتمد أيضاً على تناول أطعمة طازجة غير مصنعة قدر الإمكان. اجعل قراءة الملصقات جزءاً من استراتيجية أوسع لنمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم.

لذلك، استخدم المعرفة التي اكتسبتها من هذا الدليل في رحلتك القادمة للتسوق، وتذكر أن كل خيار غذائي واعٍ يساهم في بناء صحة أفضل على المدى الطويل. أخيراً، اعتبر قراءة الملصقات الغذائية استثماراً في صحتك وصحة أسرتك، فالوعي الغذائي هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر صحة وحيوية.

إرسال تعليق

يسعدنا ســماع رأيك ! شاركنا أفكارك وتعليقاتك حول الموضوع ، نحـــن هنا لنتبادل المعرفة معك .