الحقيقة الكاملة عن المكملات الغذائية: ما لم يخبرك به الخبراء من قبل

Omar Adel
مجموعة متنوعة من المكملات الغذائية على شكل حبوب وكبسولات معروضة بجانب فواكه وخضروات وأسماك طازجة على سطح عاكس.

 هل تساءلت يوماً عن حقيقة المكملات الغذائية التي تملأ رفوف الصيدليات ومحلات المنتجات الصحية؟ في الواقع، أصبحت هذه المنتجات جزءاً من الروتين اليومي للملايين حول العالم، رغم أن الكثيرين يستخدمونها دون معرفة كافية بفوائدها ومخاطرها الحقيقية.

على الرغم من الادعاءات التسويقية المبهرة، فإن المكملات الغذائية ليست الحل السحري الذي يروج له البعض. بالإضافة إلى ذلك، تختلف احتياجات الناس للمكملات باختلاف حالاتهم الصحية وأنماط حياتهم، وليس الجميع بحاجة إليها. في هذا المقال، سنكشف الحقائق الكاملة عن المكملات الغذائية، ونوضح من يحتاجها فعلاً، وما هي فوائدها الحقيقية، وكيف يمكن استخدامها بأمان لتجنب المخاطر المحتملة.

ما هي المكملات الغذائية؟

تنتشر المكملات الغذائية في الأسواق بأشكال وأنواع متعددة، وتعد من أكثر المنتجات الصحية مبيعاً في العالم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي هذه المنتجات بالضبط؟ وهل نحتاجها فعلاً في حياتنا اليومية؟

تعريف المكملات الغذائية

المكملات الغذائية هي منتجات مصممة لتكملة النظام الغذائي وتعويض النقص في العناصر الغذائية التي قد لا نحصل عليها بكميات كافية من طعامنا اليومي. وكما يشير الاسم، فهي "مكملات" وليست بديلاً عن الغذاء الطبيعي المتوازن.

من الناحية العلمية، يُعرف المكمل الغذائي بأنه أي منتج يحتوي على فيتامين، أو معدن، أو عشبة، أو منتج نباتي آخر، أو حمض أميني يُستعمل كمكمل للنظام الغذائي العادي. بعض الهرمونات مثل ديهيدرو إيبي أندروستيرون والميلاتونين تُصنف أيضاً ضمن المكملات الغذائية.

تتوفر المكملات الغذائية بأشكال صيدلانية متنوعة تشمل الأقراص، الكبسولات، المساحيق، المشروبات، والحبوب الفوّارة. وعادة ما تُسوق هذه المنتجات كوسيلة سهلة وفعالة لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، ويمكن شراؤها بدون وصفة طبية.

أنواع العناصر التي تحتويها

تحتوي المكملات الغذائية على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية التي يمكن تصنيفها إلى عدة فئات رئيسية:

  • الفيتامينات والمعادن: مثل فيتامين C، مجموعة فيتامين B، الكالسيوم، الحديد، والزنك.

  • الأحماض الأمينية: وهي اللبنات الأساسية لبناء البروتينات في الجسم.

  • الإنزيمات ومضادات الأكسدة: التي تساعد في عمليات الهضم ومكافحة الجذور الحرة.

  • المكملات العشبية والنباتية: المشتقة من النباتات كالجينسنغ والجنكة بيلوبا.

  • البروبيوتيك والبريبايوتكس: البكتيريا النافعة للجهاز الهضمي.

  • الألياف الغذائية: المهمة لصحة الجهاز الهضمي.

بالإضافة إلى ذلك، تتوفر مكملات البروتين بأنواعها المختلفة، سواء كانت حيوانية مثل "الواي بروتين" المشتق من مصل الحليب، أو نباتية مثل بروتين البازلاء والصويا والأرز.

على الرغم من أن معظم المكملات الغذائية مشتقة من مصادر طبيعية (نباتية أو حيوانية)، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنها آمنة تماماً. فكما نعلم، العديد من السموم القوية مشتقة أيضاً من مصادر طبيعية.

هل هي أدوية أم أغذية؟

تختلف التصنيفات الرسمية للمكملات الغذائية من دولة إلى أخرى. بعض البلدان تعتبرها أطعمة، بينما تصنفها بلدان أخرى كأدوية أو منتجات صحية طبيعية.

في المملكة العربية السعودية، أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن المكملات الغذائية تساعد في الحصول على عناصر غذائية يحتاجها الجسم للمحافظة على الصحة، ولا يسمح بتسويقها لغرض المداواة أو التشخيص أو الوقاية أو العلاج من الأمراض.

مع ذلك، هناك خلط كبير لدى المستهلكين حول طبيعة هذه المنتجات. النقطة الأساسية هي أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الأدوية، ولا يمكن الاعتماد عليها لعلاج الأمراض. فعلى سبيل المثال، مكملات فيتامين "سي" لا يمكن اعتبارها علاجاً للسرطان.

من المهم أيضاً التنويه إلى أن المكملات الغذائية لا تخضع عادةً لنفس الاختبارات الصارمة والرقابة التي تخضع لها الأدوية. لذلك يجب التعامل معها بحذر واستشارة مقدمي الرعاية الصحية (الطبيب المختص أو أخصائي التغذية) قبل تناولها.

من يحتاج فعلاً إلى المكملات؟

رغم الاعتقاد السائد بأن الجميع يحتاج إلى المكملات الغذائية، فإن الواقع مختلف تماماً. تختلف الاحتياجات الغذائية من شخص لآخر وفقاً لعوامل متعددة كالعمر والحالة الصحية ونمط الحياة. دعونا نتعرف على الفئات التي تحتاج فعلاً إلى هذه المكملات.

الحوامل والمرضعات

تزداد احتياجات المرأة من العناصر الغذائية خلال فترتي الحمل والرضاعة بشكل كبير. تعد هذه الفترات حرجة بالنسبة لصحة الأم والجنين على حد سواء.

من أهم المكملات الغذائية التي تحتاجها الحامل حمض الفوليك الذي يساعد في الوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي وعيوب العمود الفقري لدى الجنين. ينصح الأطباء بتناول 400-800 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً، وقد تزداد الجرعة إلى 4 ملغ في حالات الخطورة العالية.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الحامل إلى الحديد (27 ملغ يومياً) للوقاية من فقر الدم ولدعم نمو المشيمة. كما أن مكملات الكالسيوم وفيتامين د ضرورية للحفاظ على صحة عظام الأم وتكوين عظام الطفل بشكل سليم.

كبار السن

مع التقدم في العمر، تنخفض قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام بشكل ملحوظ. وفقاً للدراسات، يحتاج كبار السن إلى مكملات خاصة للمحافظة على صحتهم ونشاطهم.

فيتامين د يعد من أهم المكملات لكبار السن، حيث ينصح بتناول 800 وحدة دولية يومياً لمن تجاوزوا سن السبعين، بينما يحتاج من هم دون ذلك إلى 600 وحدة دولية. يساعد هذا الفيتامين في منع لين العظام وهشاشتها وتقليل خطر الكسور.

فيتامين ب12 أيضاً ضروري لكبار السن، إذ ينخفض إفراز حمض المعدة مع التقدم في العمر، مما يقلل من قدرة الجسم على امتصاص هذا الفيتامين من الطعام. أظهرت الدراسات أن نقص فيتامين ب12 يزيد من خطر الإصابة بالخرف.

كذلك، يحتاج كبار السن إلى مكملات الكالسيوم (1200 ملغ يومياً للنساء فوق 51 عاماً والرجال فوق 71 عاماً) للوقاية من هشاشة العظام.

النباتيون

يواجه متبعو النظام الغذائي النباتي تحديات فريدة في الحصول على بعض العناصر الغذائية الأساسية، خاصة تلك التي توجد بشكل أساسي في المنتجات الحيوانية.

فيتامين ب12 يعد أكثر العناصر الغذائية التي قد يعاني النباتيون من نقصها، حيث يتوفر تقريباً بشكل حصري في المنتجات الحيوانية. تشير الدراسات إلى أن نحو 86% من النباتيين يعانون من نقص فيتامين ب12. ينبغي للنباتيين تناول مكملات غذائية تحتوي على 2.4 ميكروغرام من هذا الفيتامين يومياً.

الحديد والزنك من المعادن التي يصعب على الجسم امتصاصها من المصادر النباتية مقارنة بالمصادر الحيوانية. لذلك، غالباً ما يحتاج النباتيون إلى كمية من الحديد تعادل ضعف ما يحتاجه غير النباتيين.

أصحاب الأمراض المزمنة

يحتاج المصابون بأمراض مزمنة إلى مكملات غذائية خاصة لتعويض النقص الناتج عن الحالة المرضية أو العلاجات المستخدمة.

مرضى السكري وضغط الدم وأمراض القلب يستفيدون من تناول فيتامين ب الذي يساعد في تقوية أعصاب الجسم وتقليل الإصابة بالأنيميا. كما أن فيتامين د ضروري لمرضى السكري حيث توجد علاقة قوية بين هذا المرض ونقص نسبة فيتامين د في الجسم.

المرضى الذين يخضعون للغسيل الكلوي يحتاجون إلى كميات إضافية من حمض الفوليك والمكملات الغذائية الخاصة التي تعوض فقدان العناصر الغذائية أثناء عملية الغسيل.

من يعاني من نقص فيتامينات

قد يعاني البعض من نقص في العناصر الغذائية نتيجة عوامل متعددة مثل:

  • اتباع نظام غذائي غير متوازن يفتقر إلى الفواكه والخضروات

  • الاعتماد بشكل كبير على الأطعمة المصنعة

  • وجود اضطرابات في الامتصاص

  • تناول بعض الأدوية التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية

في مثل هذه الحالات، تصبح المكملات الغذائية ضرورية لتعويض النقص وتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة. على سبيل المثال، قد يؤدي نقص فيتامين ب12 إذا لم يعالج إلى مشاكل عصبية مثل النخر المستمر في اليدين والقدمين أو مشاكل في الاتزان.

من المهم إجراء التحاليل الطبية اللازمة لتحديد أي نقص في الفيتامينات قبل البدء بتناول المكملات، واستشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة حسب الحالة الصحية لكل شخص.

الفوائد الصحية للمكملات الغذائية

تلعب المكملات الغذائية دورًا مهمًا في تعزيز الصحة العامة عندما تستخدم بالطريقة الصحيحة. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن لهذه المكملات فوائد متعددة تختلف باختلاف نوع المكمل والحالة الصحية للشخص. دعونا نستعرض أهم الفوائد الصحية للمكملات الغذائية بشكل مفصل.

دعم المناعة

يعتبر جهاز المناعة خط الدفاع الأول ضد الأمراض المختلفة، وتساعد بعض المكملات الغذائية في تقويته وتعزيز استجابته. وفقًا للأبحاث، يعتبر فيتامين C من أهم المكملات لدعم المناعة، حيث يساعد في محاربة العدوى والالتهابات ويحمي الجسم من الأمراض المختلفة.

علاوة على ذلك، يؤدي فيتامين D دورًا حيويًا في زيادة تأثيرات مكافحة مسببات الأمراض للخلايا الأحادية والخلايا البلعمية الكبيرة، كما يساعد على تقليل الالتهاب مما يعزز الاستجابة المناعية. في حين يساهم فيتامين B6 في دعم التفاعلات الكيميائية في الجهاز المناعي وإنتاج خلايا الدم البيضاء والخلايا التائية التي تكافح الفيروسات والبكتيريا.

أما الزنك، فيعتبر من المعادن الأساسية لتطوير الخلايا المناعية ومقاومة الالتهابات، وقد أظهرت الدراسات أن نقصه يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.

تحسين صحة العظام

تُظهر الدراسات أن تناول المكملات الغذائية المناسبة يساعد في تعزيز صحة العظام والوقاية من مشاكلها. على سبيل المثال، أثبتت الدراسات أن مكملات الكالسيوم مع فيتامين D3 تساهم في تقليل كسور الورك بنسبة 29% مقارنةً بالعلاج الوهمي.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب مكملات الكولاجين دورًا مهمًا في صحة العظام، حيث أظهرت الدراسات السريرية أن تناول 5-10 غرامات يوميًا من ببتيدات الكولاجين يمكن أن يحسن كثافة المعادن في العظام، خاصةً عند دمجها مع الكالسيوم وفيتامين D3.

من جهة أخرى، يعتبر فيتامين K2 مهمًا لصحة العظام، فهو مسؤول عن تحويل بروتين العظام (أوستيوكالسين) من شكله غير النشط إلى شكله النشط. في دراسة مهمة على 244 امرأة بعد انقطاع الطمث، أظهرت النتائج أن تناول MK-7 (شكل من أشكال فيتامين K2) بجرعة 180 ميكروغرام يوميًا لمدة 3 سنوات حسّن بشكل كبير من كثافة المعادن في العظام وقوتها.

تعزيز الطاقة والتركيز

تساعد المكملات الغذائية في تحسين مستويات الطاقة وتعزيز القدرة على التركيز. في هذا الصدد، تلعب فيتامينات B دورًا مهمًا في النمو والتطور وتحويل الطعام إلى طاقة وتحسين صحة الدماغ. على وجه التحديد، تساهم فيتامينات الثيامين وحمض البانتوثنيك وفيتامين B6 وحمض الفوليك وفيتامين B12 في إنتاج عدد من النواقل العصبية الحيوية، مما يؤثر على المزاج والسعادة والنوم والشهية.

في الواقع، تساعد المعادن أيضًا في حمل الإشارات العصبية من وإلى الدماغ ونقل الأكسجين إلى الخلايا وتنظيم مستويات السكر في الدم. كما أن مكملات أوميغا-3 تساعد على تحسين الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ، وتدعم الذاكرة العاملة ومهارات حل المشكلات والتعلم اللفظي.

الوقاية من بعض الأمراض

تشير الدراسات إلى أن المكملات الغذائية تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة. فهي تزود الجسم بالعناصر الضرورية التي قد لا يحصل عليها بشكل كافٍ من النظام الغذائي، مما يدعم المناعة ويحافظ على توازن الجسم الحيوي.

بالنسبة لأمراض القلب والأوعية الدموية، أظهرت دراسة على أكثر من 25,000 شخص أن تناول مكملات أوميغا-3 بجرعة 1 غرام يوميًا قلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 28%. وفيما يتعلق بهشاشة العظام، تساعد مكملات الكالسيوم وفيتامين D على إبطاء فقدان العظام.

من ناحية أخرى، تساهم المكملات في تحسين صحة الكبد وإزالة السموم، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي من خلال مكملات البروبيوتيك التي تدعم الهضم والجهاز المناعي.

مع ذلك، من المهم التنويه إلى أن المكملات الغذائية ليست علاجًا للأمراض المزمنة، لكنها وسيلة فعّالة للوقاية ودعم الجسم. وعند دمجها مع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي، فإنها تساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة والحفاظ على جودة الحياة.

الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة

يعتقد كثير من الناس أن المكملات الغذائية آمنة تمامًا، لكن الحقيقة أن لها مخاطر وآثار جانبية يجب الانتباه إليها. على الرغم من فوائدها المتعددة، فإن الاستخدام غير المنضبط لها قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

مشاكل الجهاز الهضمي

تُعد اضطرابات الجهاز الهضمي من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا عند تناول المكملات الغذائية. عادة ما تظهر هذه المشاكل على شكل غثيان وقيء نتيجة تهيج بطانة المعدة والأمعاء بمكونات معينة في المكملات. بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث تغيرات في حركة الأمعاء كالإمساك أو الإسهال بسبب تأثير المكملات على توازن البكتيريا المعوية.

من الجدير بالذكر أن الجرعات العالية من بعض المكملات مثل فيتامين C قد تسبب الإسهال لعدم قدرة الأمعاء على امتصاص الكميات الزائدة. كذلك تحتوي العديد من المكملات على مواد تهيج الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغازات والانتفاخ.

تفاعلات دوائية خطيرة

يمكن للمكملات الغذائية أن تتداخل مع الأدوية الموصوفة والأدوية التي تُباع دون وصفة طبية، مما قد يزيد أو يقلل من فعالية الدواء أو يسبب تأثيرات جانبية خطيرة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يبطئ العنب الأسود من عملية تخثر الدم، مما يزيد من خطر حدوث كدمات ونزيف لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر.

كما أن مكملات زيت السمك قد تزيد من خطر النزيف لدى مستخدمي أدوية تمييع الدم، وتناولها مع أدوية ضغط الدم قد يزيد من انخفاض ضغط الدم بشكل خطير. علاوة على ذلك، يمكن لمكملات نبات الإكيناسيا أن تزيد من نشاط الجهاز المناعي، مما يعاكس هدف أدوية تثبيط المناعة ويقلل من فعاليتها.

تلف الكبد أو الكلى

يمكن أن تتسبب بعض المكملات الغذائية في أضرار جسيمة للكبد والكلى، خاصة عند الإفراط في تناولها. أظهرت دراسة أن حالات إصابة الكبد الحادة المرتبطة بالمكملات الغذائية ارتفعت من 15% إلى 47% بين عامي 2009 و2020. ومن المكملات التي قد تسبب تلفًا للكبد: السمفيتون، والكافا، ومستخلص الشاي الأخضر بجرعات عالية.

أما بالنسبة للكلى، فإن الإفراط في تناول مساحيق البروتين مثل مصل اللبن يُنتج نفايات النيتروجين التي تزيلها الكلى، وفي الحالات التي تكون فيها وظائف الكلى على حافة التدهور، يمكن أن يُسرع الحمل الزائد من تآكل الكلى. كما أن الكرياتين، المفضل لدى رواد الصالات الرياضية، يمكن أن يفاقم وظائف الكلى لدى الأشخاص المعرضين للخطر.

تشوهات الحمل

تشكل المكملات الغذائية مخاطر خاصة على الحوامل ويجب عليهن توخي الحذر عند تناولها. بعض المكملات يمكن أن تسبب تقلص عضلات الرحم، مما يؤدي إلى تضييق الخناق على الجنين أو الولادة المبكرة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر جرعات عالية من فيتامين أ على تطور الجنين مسببة تشوهات خلقية. كما أن الجرعات الزائدة من فيتامين E قد تؤدي إلى زيادة خطر نزيف الدم أثناء الولادة، وفيتامين K بجرعات عالية قد يسبب مشاكل في تطور الطفل.

انخفاض فعالية بعض العلاجات

من المخاطر الأخرى للمكملات الغذائية تأثيرها على فعالية بعض العلاجات الطبية. على سبيل المثال، يمكن للكولاسوش الأسود أن يقلل من سرعة تحطيم الكبد لبعض الأدوية، مما قد يزيد من الآثار الجانبية الناتجة عنها. كما يمكن أن تقلل مكملات الثوم من كمية الأيزونيازيد التي يمتصها الجسم، وبالتالي التقليل من فعاليته.

أخيرًا، يجب الإشارة إلى أن مكملات مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE قد تقلل من فعالية بعض أنواع العلاج الكيميائي للسرطان. لهذا السبب، من المهم إخبار الطبيب عن جميع المكملات الغذائية التي يتم تناولها قبل بدء أي علاج طبي.

نصائح قبل استخدام المكملات

بالرغم من سهولة الحصول على المكملات الغذائية، إلا أن تناولها دون ضوابط قد يشكل خطراً على الصحة. فقبل البدء باستخدامها، هناك عدة إجراءات واحتياطات يجب اتباعها لضمان الاستفادة القصوى منها وتجنب أضرارها المحتملة.

ضرورة التحاليل الطبية

تُعد التحاليل الطبية الخطوة الأولى والأكثر أماناً قبل تناول أي مكمل غذائي. فهي تحدد ما إذا كنت تحتاج للمكمل أم لا، وتساعد في تحديد الجرعة الدقيقة المناسبة لحالتك. من أهم هذه التحاليل: تحليل فيتامين D، وصورة الدم الكاملة للكشف عن فقر الدم، وفحص وظائف الكبد والكلى، وتحليل الأملاح والمعادن.

استشارة الطبيب أو أخصائي تغذية

لا يمكن الاستغناء عن استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول المكملات الغذائية. فهم يساعدون في تحديد احتياجاتك الفعلية بناءً على عمرك وحالتك الصحية ومستوى نشاطك البدني. كما يمكنهم تنبيهك إلى التداخلات المحتملة مع الأدوية التي تتناولها.

الالتزام بالجرعة الموصى بها

تجنب الإفراط في تناول المكملات الغذائية، فقد تصبح ضارة عند تجاوز الجرعة الموصى بها. اتبع التعليمات الواردة على بطاقة المنتج واحرص على عدم تجاوز الحصة اليومية المحددة. تجنب أيضًا المكملات التي تحمل كلمة "ميجا" (Mega) إذا لم يوصِ بها طبيبك، لأنها قد تسبب آثارًا جانبية.

التحقق من جودة المنتج

اختر المكملات الغذائية من شركات معروفة وموثوقة ذات تاريخ طويل في مجال المكملات. تحقق من تاريخ الصلاحية واختر المنتجات ذات الصلاحية الطويلة. ابحث أيضًا عن المنتجات التي خضعت لاختبارات جهات مستقلة لضمان خلوها من الملوثات والمواد الضارة.

الخاتمة

بلا شك، أصبحت المكملات الغذائية جزءًا من حياة الكثيرين، إلا أنها ليست ضرورية للجميع كما رأينا. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نتذكر أن هذه المنتجات صُممت لتكملة النظام الغذائي وليس لاستبداله. بعبارة أخرى، الغذاء الصحي المتوازن يظل المصدر الأساسي للعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

فعليًا، تقتصر الحاجة الفعلية للمكملات الغذائية على فئات محددة مثل الحوامل والمرضعات وكبار السن والنباتيين ومن يعانون من أمراض مزمنة أو نقص في الفيتامينات. مع ذلك، تقدم هذه المكملات فوائد صحية عديدة عندما تؤخذ بطريقة صحيحة، حيث تدعم جهاز المناعة وتعزز صحة العظام وتحسن مستويات الطاقة والتركيز وتساهم في الوقاية من بعض الأمراض.

على الرغم من فوائدها المتعددة، يجب أن ندرك تمامًا أن للمكملات الغذائية آثارًا جانبية ومخاطر محتملة. علاوة على ذلك، قد تتسبب في مشاكل الجهاز الهضمي والتفاعلات الدوائية الخطيرة وتلف الكبد أو الكلى، خاصةً عند الاستخدام المفرط أو العشوائي.

لهذا السبب، لا يمكننا التأكيد بما فيه الكفاية على ضرورة إجراء التحاليل الطبية واستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء بتناول أي مكمل غذائي. إضافة إلى ذلك، يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها والتحقق من جودة المنتج ومصدره.

ختامًا، تعتبر المكملات الغذائية أداة مفيدة لدعم الصحة عندما تُستخدم بحكمة وعلم، لكنها ليست حلاً سحريًا لكل المشاكل الصحية. بدلاً من ذلك، يجب النظر إليها كجزء من نهج شامل للصحة يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا ونشاطًا بدنيًا منتظمًا ونمط حياة صحي. هدفنا الأساسي يجب أن يكون الحصول على العناصر الغذائية من مصادرها الطبيعية قدر الإمكان، واللجوء للمكملات فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبي مناسب.

إرسال تعليق

يسعدنا ســماع رأيك ! شاركنا أفكارك وتعليقاتك حول الموضوع ، نحـــن هنا لنتبادل المعرفة معك .